الجمعة, أبريل 19, 2024

فاضل حسن: الحلم أصبحت حقيقة ولادة الدولة الكوردستانية

آراء

منذ انهيار الدولة العثمانية في بدايات القرن الماضي وبداية صعود القوميين العنصرين من الأتراك والفرس والعرب وتشكيل دول قومجية في المنطقة دولة تركيا ودولة إيران واثنتان وعشرون دولة عربية فاشلة وسيطرة القوميين على سدة الحكم وشعب كوردستان بدأ يحلم ببناء دولة كوردستان بكل قومياته العرقية وطوائفه الدينية دون أي تمييز بينهم وهذه كانت نقطة قوة كبيرة دفعت بجهود الجميع معا نحو الانتفاضات الجماهيرية والثورات التي مازالت مستمرة في كل الاجزاء المختلفة والمحتلة من قبل أنظمة ديكتاتورية وقامت بقمع الانتفاضات والثورات الكوردستانية على مرأى ومسمع العالم التي تسمي نفسها متحضرة دون تأيد او حتى كلمة حق أو عطف فحسب بل أيدت تلك الأنظمة الديكتاتورية وقدمت لها أحدث الأسلحة للقضاء على هذه الأمة التي تمتد جذورها إلى التاريخ عميقا ورغم ذلك قاوم الشعب الكوردستاني ونأضل بكل ما تستطيع للوصول إلى تحقيق الحلم الكوردستاني في بناء دولة كوردستان .

وحدة الشعب الكوردي

توحد الشعب وللمرة الثاني خلال العشرين عام الأخيرة فالمرة الأولى كانت عند اعتقال الزعيم والمفكر الكوردستاني عبد الله اوجلان وكانت الأمة العربية بكاملها متعاطفة مع الشعب الكوردستاني والزعيم اوجلان ونقدر هذا عاليا .

وفي المرة الثانية وحدتهم الاستفتاء في جنوب كوردستان

أعلن الرئيس مسعود البرزاني بإجراء الاستفتاء الشعبي على الاستقلال في جنوب كوردستان الواقعة في شمال العراق وحددها في ٢٠١٧/٩/٢٥م وتم بنجاح وبدعم شعبي منقطع النظير حيث بلغ بنسبة ٩٣ % تقريبا وفي عموم كوردستان إلى درجة أن الكورد نسيوا كل خلافاتهم التافه مقارنة بالاستقلال وساندوها بقوة إلى درجة أن البرزاني والاستقلال وكل الأحزاب وجماهيرها المتعطش إلى الاستقلال أصبحوا وحدة متماسكة لا يمكن التميز والتفريق بينهم رغم المعارضة الداخلية الضئيلة التي صوتت هي الأخرى في اللحظات الأخيرة بنعم لدولة واستقلال كوردستان ويأتي ساقط يسيل لعابه الأخضر للدولار ويقول نحن مع الشعب ضد القيادات السياسية .حرامية الماز والمازوت يشفقون على الكورد ويحرضون الكورد على قياداتهم فكم بلغ بهم الغباء إلى درجة انهم يطبطبون على أكتاف الكورد ( اي بابا انتم مناح بس ابوكم سيء،… اي يا ابن الحقبة شو شايفنا؟ ) .
لماذا هذا الرد الانعكاسي السلبي ؟

الدول المحتلة لكوردستان

قد لا يعجب البعض هذا المصطلح ويقول ان كوردستان تنفصل عن الأساس لتشكل دولة من دولة أخرى وهذا خطأ تاريخي وقع فيه الأحزاب الكوردية عند رفضهم لمصطلح الاستعمار والاحتلال وكوردستان ، واليوم يدفعون فاتورة ذلك الخطأ الذي لا بد من تصحيحها .
كوردستان كانت امبراطورية ثم دولة ثم امارات ودويلات صغير ة إلى أن قضى عليها حرب الإمبراطوريات في المنطقة وتحول إلى قسمين محتلتين من قبل الإمبراطورية الفارسية والعثمانية ثم كان الاحتلال الفرنسي والإنكليزي للمنطقة ثم تسليمها اربعة أقسام محتلة للفرس والترك والعرب في سوريا والعراق اي استبدال احتلال باحتلال آخر. وكانت الحروب والثورات والاحتجاجات والانتفاضة ودفع الكورد ثمنها دماء شبابها وبناتها أضعاف أضعاف ما قدمت تلك الدول ثمن تحررها لتتحول هي الاخرى إلى دول محتلة لدولة كوردستان .

الاستقلال حق لكل الشعوب

جن جنون العنصرين والشوفينيين من العرب والترك والفرس وكان القيامة قد قامت واظهروا كل ما كانوا يخبئونها دفعة واحدة من خلال دعاياتهم وإعلاناتهم ونعتهم الكورد بالصهاينة وباسرائيل وقبلها بالقرباط وبالبويجية ثم عند عجزهم ويقينهم أن الكورد ذاهبون إلى الاستقلال ولا تراجع عن ذلك حتى لو أبيد الشعب الكوردستاني عن بكرة أبيها فلا تراجع عن الاستقلال.
بدأت تلك الفئة المريضة باطلاق جمل عطف وحنان على الشعب الكوردي وكأنهم الملائكة التي تعمل ليل نهار لإنقاذ هذا الشعب من بين انياب قادتهم الكفرة الذين تمردوا على الذين يظنون أنفسهم اسيادا والكورد مجرد عبيد وجب بقائهم عبيدآ لعصابات القوميين والطائفين الغارفين في الفساد حتى اذنيهم (شلة زعران وثرثرية الأمم في المنطقة ) . فبدلا من إظهار بعض الاحترام لرغبة هذا الشعب بدأت هذه الفئة الضالة تتفنن في النعوت وتختار ابشعها وكانها تقبض ثمنها ذهبا. فإذا كانت إسرائيل هي التي تتحكم في الموضوع كونوا أذكى من إسرائيل وقدموا بعض ما يستحق هذا الشعب الذي عانى ظلمكم وطغيانكم.

اذا جنوبي كوردستان مستقلة حرة والاعترافات الدولية قادمة لا محالة إذ لا يعقل أن تبقى العالم متفرجة كما في القرون الماضية و أردوغان وخامنئي يقررون مصير المنطقة فهذه بعيدة عن أسنانهما والدور على بقية الاجزاء فإن قبلت حكوماتهم بالوجود الكوردي على أرض آبائه واجداده كشعب مكرم معزز تكون ربحت وربح الكورد فيها وحافظوا الاخوة التاريخية بينهم كشعبين شقيقين.وان لم تقبل فتكون تلك الدول خسرت صديقا واخا مخلصا كان دائما إلى جانبه عند الشدائد .

العراق وسوريا لا يمكن أن تكونا كما كانتا قبل أعوام مضت فالأفضل لهما أن تحافظا على علاقات طيبة بين الشعبين لتستمر الاخوة بينهما في السنوات القادمة .

عاشت كوردستان ويسقط الاستعمار

شارك هذا الموضوع على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *