الجمعة, مارس 29, 2024
أخبار

سيبان حمو: مقاومة شعب عفرين ستدون في تاريخ البشرية

img_25d925a225d925a025d925a125d925a425d925a025d925a525d925a125d925a2_25d925a225d925a025d925a025d925a725d925a525d925a72b2528small2529-4775931

قال القائد العام لوحدات حماية الشعب سيبان حمو إن روسيا في موقفها حيال هجمات الاحتلال التركي على عفرين ترتكب خطأ فادحاً، كما أن المقاومة البطولية والموقف النبيل لشعب عفرين في التصدي ومقاومة هجمات جيش الاحتلال التركي يرفع من معنويات المقاتلين ، وأشار إلى أن هذه المقاومة ستدون في تاريخ البشرية.

وجاءت تصريحات القائد العام لوحدات حماية الشعب سيبان حمو في حوار أجرته معه وكالة أنباء هاوار حول التطورات والمستجدات في إقليم عفرين وصمت المجتمع الدولي ومواقف الدول الكبرى حيال هذه الهجمات.

وفيما يلي نص الحوار كالتالي:

اليوم تدخل مقاومة عفرين يومها الـ 22. وتستخدم تركيا عشرات الآلاف من جنودها و25 ألفاً من عناصر القاعدة وكافة الأسلحة المتطورة لحلف الناتو والدبابات الألمانية في الهجوم. كيف تقيمون توازن القوى بين جيش الاحتلال وقوات سوريا الديمقراطية؟

إن الدولة التركية تحاول كبت الشعب الكردي في كافة أجزاء كردستان من خلال عدوانها وانتهاكاتها، والتي نتجت عن خوفها من الانجازات التي حققها الشعب الكردي في عموم كردستان, وخصوصاً ما تحقق في باشور كردستان، وكذلك ما أنجزه الشعب الكردي في روج آفا من انجازات وانتصارات منذ حوالي 6 سنوات، لذلك تسعى تركيا إلى استغلال الفرص الآن والهجوم على عفرين باستخدام طائراتها”.

اما عن موقف روسيا فإن روسيا في موقفها هذا ترتكب خطأ فادحاً، كما لا أعلم من الذي أقنعها بذلك، إلا أنها تقتنع بأن أردوغان سيساندها وسيقوم بتطبيق خطة السلام التي تقترحها روسيا في سوريا وسيتعاون مع روسيا في ذلك، وسيستطيعون إيجاد حل للأزمة السورية وفق المخطط الروسي، ولكن لنكن صريحين، روسيا تخدع بهذه الأقاويل التركية، فالسياسة التركية أعمق من ذلك وأكثر استراتيجية وإنها تحاول اغتنام فرصة جديدة في سوريا لكي يكون لها دور فيها، وإعادة السلطنة العثمانية، وتسعى إلى ذلك باستخدام العديد من الحيل والألاعيب”.

عندما يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإلقاء خطاباته يتكلم عن سياسته في شمال سوريا امتداداً إلى شنكال، يتضح بما تحاول تركيا أن تفعله ، لكن مع الأسف روسيا لا تنظر بوضوح إلى هذه السياسة وإنما تنخدع بها. وسيأتي يوم سيتضح لروسيا أن أردوغان لديه سياسة أخرى حيال الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، كما أن روسيا في غفلتها هذه تعمل على إحياء الدور التركي في الشرق الأوسط، وعلى روسيا أن تعرف ذلك جيداً، إن السياسة التي تحاول إنشاءها في عفرين لن تبقى محصورة  في عفرين فقط، إنما ستنتقل إلى حلب وإدلب أيضاً، هذا إن كانت روسيا تسّير هذه السياسات من دون علم ومعرفة، ونحن بدورنا  سنحاول من خلال وسائلنا الإعلامية كشف القناع عن السياسة التركية أمام روسيا، ولكن قد يكون ذلك بعد فوات الأوان.

*يدعي جيش الاحتلال بأنه حقق تقدماً في المنطقة. ما هو تقييمكم لهذه التصريحات؟ وكيف تقيمون مقاومة مقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية في التصدي لهذه الهجمات؟

تدخل مقاومة عفرين في أسبوعها الثالث ضد هجمات الدولة التركية،  إن نظرنا إليها نظرة عامة، نرى أن الدولة التركية تستخدم بطريقة وحشية كافة الأسلحة الثقيلة والأسلحة المحرمة دولياً وكأنها تحارب دولة كبيرة، استخدمت كل قواها بشن هجومها على عفرين وأمام مرأى العالم، مع الأسف في هذا الهجوم الوحشي وسياسة الإبادة التي تمارس بحق شعبنا فإن المجتمع الدولي اختار الصمت واتخذ موقف المتفرج، ولم يتخذ أية مواقف ملموسة على الأرض، ويتضح من ذلك أن الدول العالمية تتقبل الهجوم التركي الوحشي على الشعب الكردي ويشاهدون ذلك، وهذا الموقف يخالف الحقوق الإنسانية وذلك في أمرين، أولهما نظراً لأن عفرين كانت المنطقة الأكثر أماناً في سوريا وكانت مأمن للعديد من السوريين وشعب مثل شعب عفرين لم يتدخل في الشؤون الأمنية لأي منطقة أخرى وهي الآن تتعرض لهذا الهجوم الوحشي .

والأمر الثاني أن القوات التي تحت راية حماية الشعب والتي تكافح ضد جميع التنظيمات الوحشية خاضت معارك بطولية وحققت انتصارات عدة في مواجهتها لداعش في سوريا وهذه الحرب لم تكن للدفاع عن الشعب الكردي فقط إنما كانت للدفاع عن الإنسانية جمعاء.

اليوم نرى هجوماً مماثلاً على هذه القوات التي انتصرت على الإرهاب وينظر إليها المجتمع الدولي بصمت، لو استطعنا تقييم هجمات  جيش الاحتلال التركي يتضح من يومه الثاني أنه انكسر في الهجوم أمام مقاومة وكرامة الشعب الكردي، وتتضح خسائره يوماً بعد يوم، ولم يحقق أي شيء من أهدافه إلى الآن وهذا الموقف نحن صريحين فيه للغاية، إننا سوف نقاوم ضد هجمات جيش الاحتلال التركي حتى آخر رمق وإننا نستخدم حق الدفاع المشروع.

*ما هي عدد الجبهات التي يشن منها جيش الاحتلال التركي هجماته على عفرين، وكيف هي الأوضاع الآن في تلك الجبهات؟

إن هجمات جيش الاحتلال التركي على عفرين تقع في عدة محاور إلا أن الهجمات تتركز على 11 محوراً على الشكل التالي: محورين في ناحية شرا، وثلاثة محاور في ناحية بلبلة و4 محاور في راجو ومحور من ناحية شيه، ومحورين من ناحية جندريسة، وإلى الآن رغم جميع الهجمات من هذه المحاور إلا أن قواتنا تتصدى لكافة هجماتهم وحققت انجازات تاريخية وألحقت ضربات موجعة للجيش التركي، فمساء أمس تلقى جيش الاحتلال التركي العديد من الضربات الموجعة في جبهات جندريسة وراجو وبلبلة وسقط العشرات من القتلى في صفوف الجيش التركي وإلى ما يقارب 60-70 قتيل في صفوف مرتزقتهم، واعترفت تركيا بمقتل 11 من جنودها إلا أن عددهم يفوق أكثر من ذلك.

وكما تمكنت قواتنا من إسقاط هليكوبتر وطائرة من نوع بارجي، وهذه الحصيلة المسائية ألحقت أضرار فائقة وكبيرة بتركيا رغم استخدامها كافة أنواع الأسلحة والذخيرة ومروحياتها، ولم يكفيها هذا، فقد قامت بإطلاق صواريخ من البحر من جهة لواء اسكندرون. أي أن تركيا تستخدم كافة إمكانيتها في هجماتها على عفرين ورغم ذلك لم تحقق أي انتصارات إلى الآن وإننا سنواصل  هذا الطريق لأن التاريخ سيدون مقاومة العصر،  هذا يظهر بأن تحطيم أحلام أردوغان التي أتت بالويلات على شعب المنطقة أصبح على عاتقنا، وإننا على ثقة تامة بأن قواتنا ستنجح في ذلك.

*الأبواق الإعلامية التابعة لجيش الاحتلال ومرتزقته تقول أن حرصهم على المدنيين –رغم قتلهم لمئات المدنيين- هو السبب في عدم تقدمهم داخل عفرين. هل هذه التصريحات تعبر عن واقع الحال، وعن ماذا تعبر هذه التصريحات ؟

الأبواق الإعلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي يركزون على حرصهم على المدنيين إلا أن كل هذا مجرد أكاذيب فاضحة، حتى الآن فإن نسبة 90% من الهجمات التي شنها على المنطقة تستهدف المدنيين وألحقت أضراراً جسيمة بهم، والسياسة التركية تقوم على زرع الخوف في قلب شعب المنطقة وإخلاء المنطقة من سكانها، فهو يقوم بترويج إعلامه بشكل متقن وخلق الأكاذيب، ولكن الشيء الذي أخطأ فيه أردوغان هو أن شعب عفرين ليس شعباً يصدق كل ما يروجه أردوغان من أكاذيب وادعاءات، إنما شعب عفرين أثبت أن لا أردوغان ولا سياسته ولا مدافعه ستضعف من مقاومتهم، إنما زاد من عزيمتهم وقوتهم. ويكبر يوماً بعد يوم و هذا الموقف الشعبي النبيل يمنح الروح المعنوية لكافة الشعب الكردستاني ولمقاتلينا في جبهات القتال .

*تدّعي وسائل الإعلام التركية سقوط  قذائف وصواريخ من عفرين على مناطق كلس وريحانية. ما مدى مصداقية هذه الأقاويل وكم تبعد هذه المناطق المستهدفة عن جبهات القتال وهل تصلها قذائفكم؟ وما هو هدف تركيا من هذه الادعاءات؟

كما أوضحت سابقاً، الدولة التركية تستخدم ترويجها الإعلامي بشكل متقن وتستخدمها لتطبيق الحرب النفسية على الشعب،  وكافة كوادر الدولة التركية يكذبون على طريقتهم، وقد ذكرنا ذلك في بياناتنا أيضاً، نحن لم نستهدف أي مناطق تركية سواء كانت كلس أو الريحانية كما تدعي الدولة التركية، إنما على العكس، الدولة التركية تستهدف عفرين من كافة مناطقها الحدودية وتحاول استهداف المدنيين، وآخراً قامت باستخدام مخيم  أطمة كنقطة عسكرية لهم لشن هجماتهم من محور جندريسة وحاولوا استفزاز قواتنا برد هجوم على المخيم، إلا أن قواتنا كانت متيقظة لتلك السياسية النكراء، واستهدفوا الجيش التركي بكل إتقان دون إصابة أي مدني أو لاجئ.

*انتشر مؤخراً فيديو يظهر فيه عناصر يهاجمون مع جيش الاحتلال التركي على عفرين يمثلون بجثمان مقاتلة. واعترف قاداتهم بذلك. هذا التمثيل بالجثامين على ماذا يدل؟ ولماذا يستخدم المرتزقة هذا الأسلوب وما هي غايتهم منها؟

إن الدولة التركية حذرة من فضح أفعالها الشنيعة، ولكن مع ذلك ظهر المشهد الذي يدلل على أفعالها الإجرامية وكيف مثلوا بجثمان مقاتلة من مقاتلاتنا، ويعتبر هذا عملاً غير أخلاقي وعديم الإنسانية ولا يرتبط بشيء من الإنسانية، وهذا يدل على ذهنية حزب العدالة والتنمية الداعشية الإرهابية، واتضح ذلك لأن داعش كانوا تلاميذهم لم يقوموا بمثل هذا الفعل  وهم بهذه الأفعال اتضح بأنهم يمتلكون نفس ذهنية داعش.

*الشعب في عفرين ما زال صامداً رغم تعرضهم للقصف. كيف تقيمون هذا الصمود؟ وما هي رسالتكم لأبناء الشمال السوري الذي خرج بمئات الآلاف إلى الشوارع مندداً بالعدوان التركي ومؤكداً على استعداده للدفاع عن عفرين؟ وما هي رسالتكم لأبناء الشعب الكردي في عموم كردستان والعالم؟

إن موقف الشعب في عفرين قد رفع من معنوياتنا كثيراً، وأمام مقاومة أهالي عفرين سنتصدى لهجمات جيش الاحتلال التركي ونحقق انتصارات أكبر ونكبد العدوان التركي خسائر أكبر، لأن شعب عفرين شعب مقاوم وشريف ومخلص لوطنه، وموقفهم هذا سيدون في تاريخ البشرية وسنحطم من خلاله هذه المؤامرة، وإن مقاومة أمهات عفرين تعتبر أكثر نبالة وشرفاً، وإننا ننحني إجلالا أمام مقاومتهم، وحقاً يتطلب أن تكون جميع الأمهات مثلهن تمتلكن قوتهن ولا نستطيع أن نوصف قوتهن ومقاومتهن مهما تحدثنا،  لأن الذين يقاتلون في جبهات القتال هم أبناءهن.

وعلى هذا الأساس أناشد جميع الشباب وأقول؛ اليوم هو يوم الدفاع عن شرف وكرامة الوطن والانخراط في صفوف وحدات حماية الشعب، وعلى كل شخص أن يختار طريق والا يختاروا طريقاً آخر سوى المقاومة.

ANHA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *