الأربعاء, أبريل 24, 2024

جيش الـ300 ألف مقاتل سقط على أبواب كوباني

أخبار

 الآلاف من مرتزقة داعش سقطوا قتلى وجرحى في كوباني في ظل تهاوي الجيشين السوري والعراقي أمامه في مناطق أخرى كان يهاجمها، وكان من المحتمل أن تسيطر على إحدى العاصمتين دمشق وبغداد، فلماذا كوباني وكيف كانت المعركة بالنسبة لداعش.

“التنظيم انتهى في كوباني وليس في الرقة”، بهذه العبارة أراد عصام الدين عدنان أحد أمراء داعش أن يلفت الانتباه إلى المعركة التي أصبحت عقدة لداعش، والتي إن انتصر داعش فيها لكانت الحكومة التركية هي أكبر المستفيدين.

في القسم الأول من هذا اللقاء سلطنا الضوء على العلاقات التي جرت بين الاستخبارات التركية وداعش عند نشأة الأخيرة، وبالتحديد عن تسليم القنصل التركي والتخطيط للهجوم على مدينة كوباني، وفي ما يلي الجزء الثاني من معركة كوباني على لسان أحد أمراء داعش.

إنهاء الوجود الكردي في كوباني أول اتفاق رسمي بين تركيا وداعش

لعل الثورة في شمال سوريا والتي انطلقت من مدينة كوباني 19من تموز من عام2012،  شكلت عقدة للحكومة التركية التي حاولت بين الفينة والأخرى دحر هذه الثورة وإمحاءها بشتى الوسائل، لم تستطع تركيا فعل ذلك عن طريق جماعات تحت عدة مسميات مثل “جبهة النصرة”، و”الجيش الحر”، إلى أن حثت داعش على أن كوباني هي معقل الكرد في شمال سوريا وتشكل خطراً على داعش وتركيا في آن واحد، لذا يجب التوجه إليها وإمحائها.

في الـ15 من أيلول من عام 2014 بدأ الهجوم العسكري الواسع على مدينة كوباني من عدة محاور، وجاء ذلك عقب اجتماع عقد بين أمراء من داعش والاستخبارات التركية على رأسهم إحدى الشخصيات ويدعى “يلدز” في مدينة تل أبيض التركية (آقجقلا) وذلك على لسان المرتزق عصام الدين عدنان، الذي كان حاضرا في الاجتماع.

حيث يقول عدنان “تضمن فحوى الاجتماع أن يتم القضاء على مدينة كوباني ومن فيها، بالمقابل تتكفل تركيا بأن لا يدخل أحد إلى كوباني من حدودها، وأن تمد تركيا داعش بأسلحة نوعية، وتعالج جرحاها في مشافيها، بالإضافة إلى الاتفاق الأول والذي يقضي بتسهيل الحكومة التركية مرور المقاتلين المهاجرين”.

تركيا شاركت في معركة كوباني بالتنسيق مع أبو عمر الشيشاني

يشير عصام الدين في حديثه إلى حجم المعركة الكبير التي خاضها الطرفان في المدينة إذ بلغ عدد مقاتلي داعش إبان معركة كوباني 300 ألف مقاتل في سوريا والعراق، مضيفاً “عندما سيطر التنظيم على مساحات واسعة داخل مدينة كوباني، بدأت المعركة تصعب في آخر زاوية من المدينة، كان يتحصن فيها المقاتلون الكرد، حينها كانت الحكومة التركية وخلال اتصالاتها معنا تقول فقط “يجب أن تنهوا المعركة بأسرع وقت ممكن”، في الوقت الذي كان داعش يحصل على عشرات الشاحنات المحملة بالذخيرة من الجانب التركي”.

وتابع القول “أبو عمر الشيشاني كان يدير العمليات آنذاك بالتعاون مع الاستخبارات التركية، خلال المعارك كانت الاستخبارات وعن طريق الأقمار الاصطناعية ومراقبتها لسير المعارك كانت توجهنا على الأرض، حتى أنها كانت تقول لنا أعداد المقاتلين المتواجدين في كل شارع، وموقع غرفة العمليات التي تدير المعارك في كوباني من جهة الكرد”

عدنان وضح بأن تركيا طلبت من أبو عمر الشيشاني إحضار ما يسمى بـ”الإنغماسيين” للهجوم من الأراضي التركية على بوابة مرشد بينار الحدودية، التي كان يتحصن بها المدافعون عن كوباني، وبذلك قد يكون حسم الأمر وانتهت المعركة بالسيطرة على المدينة، وقد حضر “أمير الإنغماسيين” إلى الأراضي التركية، وقد تفقد الوضع برفقة ضباط أتراك وذلك لتنفيذ العملية بدقة، إلا أن العملية باءت بالفشل.

6000 قتيل…هنيئاً لكم أكوام الحجارة

بحسب وثائق رسمية اعتمدتها داعش أثناء حربها على مدينة كوباني، فقد فاق عدد القتلى في صفوفهم 6000 قتيل من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى آلاف الجرحى، وهذا ما لم يخسره داعش في عموم معاركه قبل كوباني في سوريا والعراق.

“لو اتجهنا صوب دمشق أو بغداد لسيطرنا عليها” هكذا يقول عصام الدين عدنان، مضيفاً “بالفعل الهزيمة في كوباني كانت نهاية للتنظيم، فداعش انتهت في كوباني، وقد أثبت الكرد بأنه يمكن هزيمة داعش، والضربة القاضية كانت في منبج، وهذا ما شتت صفوف التنظيم وأربك مقاتليه، وأحس التنظيم أنه يواجه خطراً”.

وبخصوص خسارة داعش في معركة كوباني يقول عصام الدين “دائما ما كان التنظيم يبرر خسائره من خلال حجج كان يقنع بها المجتمع الذي كان يهيمن عليه، ألقت اللوم في خسارتها في معركة كوباني على المقاتلين على أنهم لم يؤمنوا بالله، وينسحبون خائفين، ولم يطبقوا الشرع ومثل هذه الأقاويل.

ودائما ما كانوا يقولون هنيئاً لكم يا كفار أكوام الحجارة في كوباني، وكأن التنظيم فقد 6000 من مقاتليه من أجل الحجارة ومن أجل تدمير المدينة، كان ذلك استخفافاً بعقول الناس، وهدراً لدماء المسلمين في سبيل مصالح تركيا، استوعبنا فيما بعد، بأن تركيا غدرت فينا وأننا أصبحنا بعيدين عن الإسلام الحقيقي”.

يتبع…

غداً…كيف سقط داعش على لسان أحد “أمراءه”

ANHA

شارك هذا الموضوع على