الجمعة, مارس 29, 2024
حقوق الإنسان

تقرير: عفرين تحت الاحتلال (203).. استيلاء وتوطين، اقتتال على أرضٍ مستولى عليها

أصدر المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) فرع عفرين تقريره عفرين تحت الاحتلال (203) الذي يوثق الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا في المنطقة.

ننشر النص الكامل للتقرير:

رغم استيلائهم على ممتلكات لأهالي المنطقة وتخريبهم وسرقتهم لممتلكات أخرى، على نطاقٍ واسع، باسم “الثورة والجهاد”، يتقاتل مسلّحون ومستقدمون موالون للائتلاف السوري- الإخواني ولتركيا ويتنازعون فيما بينهم على المنهوبات ونطاقات النفوذ، منحدرين إلى الدرك القيمي الأسفل على أنغام عداوات تركيا والشوفينيين والعنصريين ضد الكُـرد ومناطقهم.

فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:

= قرية “جولاقا/جولاقان- Çolaqa“:

تتبع ناحية جنديرس وتبعد عن مركزها بـ/13/ كم شمال شرق، مؤلفة من حوالي /90/ منزلاً، وكان فيها حوالي /550/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة؛ عاد منهم حوالي /70 عائلة = 225 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /125 عائلة = 750 نسمة/ من المستقدمين فيها، أغلبهم في خيم منصوبة بين حقول الزيتون وفي محيط القرية.

أثناء العدوان على المنطقة تم قصف القرية عدة مرات، فأدى إلى تدمير منشأة لتربية الدواجن عائدة لـ”محمود سليمة” بشكلٍ كامل وتضرر محل بشكل جزئي، علاوةً على ترهيب الأهالي.

بالإضافة إلى تواجد ميليشيات “حركة أحرار الشام”، تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة الحمزات” التي استولت على القصر العائد لـ”عزت منان آغا” وحوّلته إلى مقرٍّ عسكري وقسم منه إلى مسجد؛ وقد سرقت معظم أثاث ومحتويات المنازل، من المؤن والأواني النحاسية والأدوات والتجهيزات الكهربائية وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وغيرها، حيث منعت عودة الأهالي إلى القرية لأكثر من عشرة أيام بعد اجتياحها بحجة وجود ألغام، بالإضافة إلى سرقة سيارة وجرار لـ”عزت منان آغا”، وجرار ودراجة نارية لـ”خليل بشير”، وجرار وسيارة لـ”خليل مراد”، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) كبيرة لـ”حنان سيدو”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة وكوابل شبكة الهاتف الأرضي.

واستولت على حوالي /10/ آلاف شجرة زيتون من أصل /50/ ألف، منها لـ”خليل بشير، خليل مراد، عائلة سليمة، عائلة بسكة، عائلة زين علوش”، وفرضت إتاوة 10% على انتاج مواسم المتواجدين و40% على مواسم الغائبين الموكّلين لأقربائهم، عدا عن سرقات ثمار الزيتون أثناء الموسم، بالإضافة إلى فرض أتاوى على ميسوري الحال بمناسبة ودون مناسبة.

وبعد عامين من الاحتلال وممارسة كافة الضغوط على المواطن “خليل مراد مراد” وفرض أتاوى مالية كبيرة عليه وإرغامه على الهجرة القسرية من المنطقة، استولت الميليشيات على ممتلكاته (معمل لتعبئة وحفظ زيتون المائدة وآلاته، سيارة هونداي، منزل وكافة محتوياته، أرض محضر قرب جنديرس /750م2/ وأنشأت فيها مسبحاً).

وقامت الميليشيات بقطع عشرات أشجار حراجية معمّرة داخل القرية، وقطعت غابتين في جنوب وغرب القرية مع إضرام النيران فيهما بشكلٍ متعمّد، بالرجوع إلى صوّر غوغل إيرث قبل الاحتلال والقطع وبعدهما، في (أيلول 2017م، آب 2020م) للغابة الجنوبية بمساحة /23/ هكتار يتبين القطع الواسع والحرق اللذين أصابها، وفي (نيسان 2018م، آب 2020م) للغابة الغربية يتبين القطع الكامل لحوالي /1/ هكتار، وباعتبار أن التعديات استمرت خلال العامين المنصرمين أيضاً فإن الغابتين قد تدهورتا بشكلٍ شبه كامل. بالإضافة إلى القطع الجائر لآلاف أشجار الزيتون، والرعي الجائر لآلاف المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية، دون أن يجرؤ أحداً من أصحابها على الاعتراض أو الشكوى.

 

وحفرت في الأراضي الزراعية الواقعة بين قريتي “جولاقا” و”فقيرا”، ونقبت في الكهوف، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها؛ وخرّبت بعض القبور المكتوبة عليها بالكردية، مثل ضريحي الشهيدة “كلستان حسن” والراحل “عبد الرحمن حمادة”.

هذا، وتعرّض أهالي القرية المتبقون لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، حيث اختطف واعتقل العشرات لمدد مختلفة مع فرض فدى وغرامات مالية، مثل الشاب “عبد الرحمن عثمان بن خليل- مواليد 1990م” في 2/8/2018م بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، والذي أخفي قسراً في سجون الراعي والباب، إلى أن أُفرج عنه في 11/3/2021م من سجن “ماراته” بعفرين.

كما أفرجت سلطات الاحتلال عن المواطنين “فريد محمد رشو، حنان سيدو بن شيخ محمد” في نيسان 2021م، بعد قضاء ثلاثة أعوام في إحدى سجون مدينة أنطاكية التركية، حيث اعتقلا في نيسان ٢٠١٨م من منزلهما بالقرية واقتيدا إلى داخل الأراضي التركية.

ومن أبناء القرية استشهد الطفل “إبراهيم رشيد رشو /5/ أعوام” وأصيب شقيقه “حسين رشيد رشو /9/ أعوام” ووالدهما بجروح، نتيجة قصف قرية “قنتره”- مابتا/معبطلي في 24/2/2018م، بعد أن نزحت الأسرة من “جولاقا” إليها.

وتوفي المواطن “عبد الرحمن كمال شيخو /30/ عاماً” إثر جلطة قلبية أصابته مباشرةً جراء تشليحه سيارته ومبلغ مالي وأدوات كهربائية منزلية أثناء عودته إلى القرية بتاريخ 10/6/2018م، من قبل حاجز مسلّح في مفرق قرية “كفردلي تحتاني” المجاورة.

بتاريخ 18/12/2020م، وقع انفجار ضخم في مستودع أسلحة وذخيرة لميلشيات “أحرار الشام” بالقرية، واندلعت فيه الحرائق، فأدى إلى مقتل عناصر الحراسة.

وبتاريخي 24/9/2020م و 12/2/2022م، اندلعت اشتباكات بين ميليشيات “أحرار الشام” و “فرقة الحمزات” في القرية وجوارها بسبب الخلاف حول نطاقات النفوذ والمنهوبات، فأدت إلى مقتل وجرح عناصر من الطرفين، وسط فزع الأهالي.

= اعتقالات تعسفية:

اعتقلت سلطات الاحتلال:

– منذ عشرة أيام، المواطن “أحمد محمد رشو /35/ عاماً” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، بعد عودته من تركيا، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، علماً أنه هاجر إلى تركيا منذ بداية الأزمة السورية وقبل تأسيس تلك الإدارة.

– بتاريخ 14/6/2022م، المواطن “أصلان شيخموس حبش /39/ عاماً” من أهالي قرية “كيلا”- بلبل، للمرة الثالثة بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.

– بتاريخ 16/6/2022م، المواطن “محمد أحمد مصطفى /38/ عاماً” من أهالي بلدة “كاخريه”- مابتا/معبطلي، ومقيم في حي الأشرفية بمدينة عفرين، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.

= فوضى وفلتان:

بتاريخ 14/6/2022م، وقعت اشتباكات دامية بين مجموعتين من المستقدمين الموَطّنين في قرية “فريريه”- جنديرس، الأولى من عشيرة الجملان- ريف حماه الشرقي وموالية لميليشيات “فرقة الحمزات” وتملك حوالي /500/ رأس غنم، والثانية من بلدة “عينجاره”- ريف حلب الغربي وموالية لميليشيات “نور الدين زنكي و السلطان سليمان شاه”، أدت إلى مقتل خمسة أشخاص (3 من الجملان و 2 من عنجاره) وجرح ستة آخرين، ومن ثم توتر الأوضاع بين الميليشيات، وذلك بسبب الخلاف على رعي المواشي في حصيدة قمح بأرض مستولى عليها من قبل الموالين للحمزات.

= انتهاكات أخرى:

– منذ أسبوع، اعتدى أحد المستقدمين من ريف دمشق والمستولي على منزل في قرية “بَعيه”- جبل ليلون، على المسن الإيزيدي “ناصر عمر علوش” بالضرب المبرح، فأدى إلى كسر أطرافه اليمنى وجروح ورضوض في جسده، بحجة أن بقرته قد دخلت المنزل الذي يستحله، في الوقت الذي سارع فيه المسن إلى إخراجها.

– بسبب التعديات الواسعة على الغابات والحقول والأراضي الزراعية، وتزايد درجات الحرارة، وأحياناً بشكلٍ متعمّد، اندلعت حرائق في غابات حراجية “(17 حزيران- رمضانا، 15 حزيران- مروانية تحتاني، 11 حزيران- حج حسنا) بناحية جنديرس، (12 حزيران- ماسكا) بناحية راجو”، وفي 14 حزيران بأرض زراعية بقرية “ديربلوط”- جنديرس، حيث أكّد “الدفاع المدني في عفرين” أنّ فرقه قد أخمدت تلك الحرائق.

– قامت ميليشيات “فرقة الحمزات” مؤخراً بالتنقيب عن الآثار في محيط قرية “برج عبدالو”- شيروا لأجل سرقتها، مستخدمةً الأجهزة والأدوات الكاشفة للألغام والمعادن؛ وكانت قد جرفت وحفرت في العام الماضي تل برج عبدالو الأثري بشكلٍ واسع وسرقت منه الكنوز الدفينة.

إن الصمت الدولي حيال الأوضاع المزرية في عفرين وعدم تحميل تركيا المسؤولية عنها، رغم بلوغها صفة الاحتلال بكافة المعايير… يُحفز حكومة أنقرة ومرتزقتها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق المنطقة وأهاليها، وعلى الاستمرار في إحداث وترسيخ التغيير الديموغرافي فيها.

18/06/2022م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– خيم للمستقدمين بين حقول الزيتون في قرية “جولاقا”- جنديرس.

– الحفر في الأراضي الزراعية الواقعة بين قريتي “جولاقا” و”فقيرا”، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها.

– غابة حراجية جنوب قرية “جولاقا”، قبل وبعد الاحتلال والقطع.

– غابة حراجية غرب قرية “جولاقا”، قبل وبعد القطع.

– الشهيد الطفل “إبراهيم رشيد رشو”.

– المرحوم “عبد الرحمن كمال شيخو”.

– المسن المصاب “ناصر عمر علوش”.

– حريق في غابة “مروانيه تحتاني”- جنديرس.

– حريق في غابة “حج حسنا”- جنديرس.