الجمعة, مارس 29, 2024
آراء

بيار روباري: لِمَ لم تطلب أمريكا من الكرد إخلاء مقراتهم قبل القصف التركي؟

بتصوري الشخصي هذا هو السؤال المركزي، الذي يجب أن يطرحه الكرد على أنفسهم وعلى الأمريكان معآ؟ والإجابة على هذا التساؤل، سيحدد ما إذا كان الأمريكان حقآ حلفاء للكرد أم لا.
بقناعتي إن الأمريكان ليسوا حلفاء للكرد، وكل القصة وما فيها، إن مصلحتهم إقتضت التعاون فقط عسكريآ مع الكرد في سوريا، ولفترة زمنية معينة، لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، عدوا الطرفين. ولهذا رفضت بلاد العم السام، التعامل سياسيآ مع القيادة الكردية والإنفتاح عليها.
ثم إن التحالف يكون بين الدول، وليس بين حزب ودولة عظمى كأمريكا. والتحالف يكون على أسس واضحة ومكتوبة، ويخدم أهداف كلا الفريقين أو الفرقاء المتحالفين.
والتحالف العسكري بين طرفين، هدفه مساندة هذين الجهتين بعضهما البعض في حال تعرض أحد الطرفين لخطر خارجي ما، أو بهدف مواجهة عدو مشترك يهدد الطرفين.

ففي الحالة الكردية – الأمريكية، لم يرقى الأمر إلى حالة التحالف، وإنما هو مجرد حاجة أمريكا إلى سواعد وذنود الغير، لكنس القذارة الداعشية، من المدن والمناطق السورية الحضرية. والكرد حاولوا الإستفادة من هذه الفرصة إلى أقصى حد، بهدف تحرير مناطقهم من يد تنظيم داعش، وبقية المنظمات المتطرفة والنظام السوري القاتل.

ومن هنا كان رفض الأمريكان، تسليح الكرد بالأسلحة الثقيلة والحديثة، ومضادات الطيران، وسماحهم للأتراك بدخول مدينة جرابلس، وإحتلال مدينة الباب الكردستانية. ولو كان الأمريكان حقآ حلفاء للكرد، لما سمحوا للأتراك بالإقدام على ذلك، ودعموا قوات سوريا الديمقراطية، لتحرير مدينة الباب من تنظيم داعش، إضافة إلى مدينة جرابلس وإعزاز.
الحليف لا يغدر بحليفه أثناء خوض المعارض معآ، مثلما غدر الأمريكان بالكرد قبل أيام، وسمحوا للأتراك بقصف مواقع قوات سوريا الديمقراطية، في جبل كراتشوك بريف مدينة ديـــرك بمحافظة الحسكة. لو كان الأمريكيين صادقين، كان بإمكانهم إخبار الجانب الكرد بالعملية التركية، وطلبوا منهم إخلاء تلك المواقع، لمنع وقوع الضحايا في صفوفهم. مع العلم كان بإمكان الطرف الأمريكي منع تلك الغارات، من أصلها ولكنه لم يفعل ذلك.

إذا كان الأخوة في (ب ي د) و قوات سوريا الديمقراطية، يعتقدون بأن أمريكا وروسيا حلفائهم، فما قيمة هذا التحالف، الذي لا يقيهم من الغارات التركية وقصفها المتكرر للمناطق الكردية بالمدفعية والطيران؟

فهل إطلاق كلمة التحالف على التعاون العسكري المحدود مع أمريكا، من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي، هو مجرد لإرضاء الذات وأنصاره؟ أظن أن الأمر كذلك، وليس سواه. لأن لو الكرد كانوا فعلاً، قد ارتقوا إلى مستوى الحلفاء في نظر الأمريكيين، وليسوا مجرد أدات بيدهم، لضغطوا وبقوة على تركيا، لوقف عدوانها على المناطق الكردية بغرب كردستان، ولجموا هذا المسعور الذي إسمه أردوغان، وأوقفوه عند حده. لكننا نعلم بأن أمريكا، لا تنظر إلى الكرد بنظرة الحليف، لا من قريب ولا من بعيد.

ثم السؤال ما فائدة كل تلك القواعد العسكرية، التي أقامتها أمريكا في غرب كردستان، ولفائدة مَن أقيمت؟ مع العلم إن هذه القواعد وصلت إلى سبعة قواعد. ومن هذه القواعد
قاعدة رميلان، وقاعدة المبروكة، وقاعدة لافارج، وقاعدة عين عيسى، والخامسة قاعدة روباريا والتي تقع في محيط مدينة كوباني. وقاعدة تل بيدر الحدودية، والسابعة قاعدة تل أبيض، التي تقع هي الإخرى على الحدود السورية- التركية.

إن الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، هي في رسم الإخوة في قيادة حزب الإتحاد الديمقراطي، وقوات سوريا الديمقراطية. نأمل أن نسمع الجواب الشافي على تساؤلاتنا في الأمد القريب، لأن هذا من حق شعبنا عليهم.

29 – 04 -2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *