الجمعة, مارس 29, 2024
آراءروج آفا وشمال شرق سوريا

إردوغان في موقف حرج في شمال سوريا

رأت نشرة الشرق الأوسط، مركز أبحاث استشاري، أن إردوغان يواجه لحظة حرجة في سوريا، حيث تقف أنقرة بمواجهة النظام السوري وواشنطن الداعمة للأكراد الذين يحاربون داعش، والذين تعتبرهم الحكومة التركية إرهابيين.

وتتحالف تركيا مع روسيا في حربها ضد داعش، مع أن روسيا حليفة أيضاً لنظام الأسد، مع إدراك ساستها ضرورة التنسيق مع أمريكا لتحقيق طموحاتها في المنطقة، وخاصة في الشمال السوري.

وتلفت النشرة إلى أنه عقب مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان، طار إلى أنقرة مدير سي آي أي الجديد، مايك بومبيو، لإجراء محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولين أتراك.

وقد تركزت مهمة بومبيو على اختبار مدى استعداد تركيا للتنسيق مع أمريكا في سوريا، وفي الشرق الأوسط عامة، فضلاً عن توضيح أهداف أمريكا في المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة. وبينما كانت طائرة بومبيو تحط في مطار تركي، قصفت مقاتلات روسية موقعاً كانت تحرسه قوات تركية بالقرب من مدينة الباب، شمال سوريا، ما أدى لمقتل ثلاثة جنود أتراك.

حادث متعمد؟
وليس واضحاً ما إذا كانت ثمة صلة بين التطورين. ولكن فيما أكد الكرملين أن قوات تركية أخلت الموقع قبل الغارة، رفض مسؤولون أتراك ذلك الادعاء.

ولذا قال سيت يلماز، محلل تركي للسياسة الخارجية والأمنية: “يستحيل أن يكون الحادث صدفة، وخاصة مع عدم صدور أي اعتذار من جانب موسكو. إنه عبارة عن تهديد”. كما أشار الخبير التركي حسين باجي، لاحتمال أن يكون الحادث متعمداً.

“حكم ذاتي ثقافي”
وبحسب النشرة، تحيط بإردوغان ديناميكيات شديدة التعقيد، وخاصة مع تنامي الضغوط عليه لقبول قيام كيان كردي عند حدوده الجنوبية. وقد اتضح موقف موسكو حيال هذه القضية ضمن مسودة الدستور التي عرضتها على دمشق والمعارضة السورية، قبل بضعة أسابيع. فالمسودة تنص على” حكم ذاتي ثقافي” للأكراد السورين، لا أكثر .

وفيما جاءت تلك العبارة جراء رفض نظام الأسد فكرة إنشاء مناطق ذات حكم ذاتي في سوريا، فإنها لم تقدم وعداً للأكراد بالاستقلال الذي تعهد لهم به الأمريكيون، بحسب اعتقاد الأتراك. كما وصل الأمر ببعض المسؤولين الأتراك للقول إن عرض إدارة ترامب بإقامة مناطق حظر طيران ما هي إلا خطة مموهة لبناء منطقة كردية ذات حكم ذاتي على الأرض، بهدف إعلان ولادتها لاحقاً.

تعاون أمريكي-روسي
وتلفت النشرة إلى أن الأتراك يشعرون أيضاً بالقلق بشأن احتمال وجود خطة لتعاون أمريكي ـ روسي مشترك في سوريا. وفي تلك الحالة، ستقرر القوتان، بلا شك، مصير الأكراد في غياب أنقرة. وإن تحقق ذلك، سأخرج الأمور من يد إردوغان. ولكن من المرجح أن يكون بومبيو بحث في أنقرة كيفية تنفيذ ما وعد به ترامب خلال حملته، وهو دفع أنقرة للعمل مع الأكراد لإقامة علاقة صحية بينهما.

خط أحمر
ولكن أنقرة تتساءل: “مع أي صنف من الأكراد سنتعاون؟”. وهي تعمل اليوم بسلاسة مع حكومة كردستان العراق، لكنها ترفض العمل مع حزب العمال الكردستاني، بي كي كي، وتعتبره “خطاً أحمر”. واستمع بومبيو على الأرجح لوجهة النظر التركية في هذا الخصوص. ولكن مدير سي آي أي لم يزر أنقرة لأجل تقييم حدود تعاون تركيا مع الأكراد، بل لأجل مواصلة الحرب ضد داعش. وترغب واشنطن باستكشاف استعداد أنقرة للتعاون مع الخطة الأمريكية لاستئصال التنظيم الإرهابي، ولتهدئة الأزمات في الشرق الأوسط.

الطريق نحو الرقة
ومن الطبيعي، بحسب النشرة، أن يبدي إردوغان تعاوناً مع أمريكا في الإطار الذي يخدم مصالح بلده القومية. فقد أعلن، بعد أيام من مغادرة بومبيو لأنقرة، عن قرب انتهاء معركة الباب ومن ثم تنفيذ الهدف التالي، أي تحرير مدينة الرقة من قبضة داعش. ولكن الطريق نحو الرقة ليس سهلاً على القوات التركية ،لأن قسماً كبيراً من المنطقة الفاصلة بين الباب والرقة تخضع لسيطرة قوات كردية موالية لبي كي كي، وللقوات السورية.

تنسيق
وبرأي نشرة الشرق الأوسط، لن يهنأ إردوغان إذا لم يمكن التوصل إلى اتفاق روسي ـ أمريكي بخصوص سوريا، وبموافقة إيران والنظام السوري. وإن تم التوصل لمثل ذلك الاتفاق، وفي حال امتنعت سوريا أو إيران عن تقديم المساعدة لبي كي كي، ومنعت ميليشيات شيعية من تصعيد عملياتها، فإن وضعاً جديدأ هادئاً سينشأ في الشمال السوري.
“24” الاماراتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *