الجمعة, مارس 29, 2024
آراء

آلدار خليل: خنق الحوار والعسكرة الفاشلة، محاولات التآمر الجديدة، القديمة في سوريا ..

25d825a225d9258425d825af25d825a725d825b12b25d825ae25d9258425d9258a25d92584-8825216

كانت لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت من مكونات الوطن السوري النجاح الأكبر على الصعيد العسكري في محاربة الإرهاب والتقدم بخطوات جدية حيال تلك الاستعدادات، فبالتزامن مع الكثير من المواقف العسكرية النظرية التي كانت تنظر إلى الإرهاب على إنه السبب الرئيس للخراب في سوريا لم تتم أية ترجمة عملية لتلك المواقف في الحرب على الأرض وكان هذا سبباً أساسياً في تمدد الإرهاب على الجغرافية السورية، اليوم وحينما تقوم قوات سوريا الديمقراطية بتحرير المناطق التي يتواجد فيها الإرهاب فهذا يعني إن دلالات جديدة تتضح ومنها إن المناطق تلك باتت مهيئة للكثير من العوامل أهمها الأمن والاستقرار والحفاظ على حياة المدنيين بالإضافة إلى إنها – أي المناطق – تتحول إلى مكان ملائم من حيث الجغرافيا والإدارة في أن تكون نموذج ديمقراطي نوعي على مستوى سوريا، ولهذا أمثلة كثيرة مؤخراً كان الأهم مدينة الرقة التي كان تحريرها الضربة القاضية للمشروع التكفيري في سوريا على يد قوات سوريا الديمقراطية.
إن التصريحات التي تتالت بعد تحرير مدينة الرقة تارة من النظام وإعلانه على إنه سيعود إلى الرقة وتارة أخرى من ايران على لسان مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي ولايتي والادعاء بتحريرها والتساؤل هنا ممن ستتحرر الرقة؟ من أهلها مثلاً؟ ثم أين كانت إيران وأين كان النظام السوري عندما دخلتها داعش وأذاقت الويلات بأهلها، ألم يكن أهل الرقة سوريين؟ والآن يتم إطلاق التصريحات بتحريرها من قوات سوريا الديمقراطية فهل قوات قسد هي مرادفة لداعش مثلاً؟ وماذا عن المناطق التي تم تحريرها ويديرها أهلها الآن وماذا عن نهاية داعش التي وضعتها قوات سوريا الديمقراطية في سوريا؟ الأمر يبدو تشويه للحقائق أكثر من الحرص على سوريا وشعبها، فإذا كان الأمر متعلق بالدفاع عن سوريا فها هي تركيا تحتل إدلب ومحيطها سواء عن طريق الفصائل التي تدعمها وتتحكم بها أو عن طريق وجودها المباشر والعلني!. الغرابة والسذاجة تكمن في إن هناك إرهاب وداعم للإرهاب واحتلال مباشر ويتم توجيه البوصلة نحو قوات وطنية تحارب الإرهاب ونحو شعب يضحي من أجل كرامة السوريين وحقهم في مستقبل حر.
إن هكذا تصريحات تؤكد على إن هناك توجه مستمر حيال الحل العسكري والمواجهة مع المكونات السورية، الأمر الذي يعكس الرغبة في عسكرة الأمور وتحويل البلاد إلى ساحة صدامات أهلية مع إن الحل العسكري لم يجلب على مدى السنوات التي مضت أية نتيجة، ومن ناحية أخرى التدخل بهذا الشكل هو مصادرة لآراء السوريين وتحد واضح لإرادتهم في بناء نموذج ديمقراطي سوري تتعزز فيه قيم المواطنة والكرامة السورية، الأمر الذي يتشابه مع الموقف الروسي الذي تم إعلانه على لسان أحد المسؤولين في قاعدة حميميم والذي قال فيه ان النظام السوري أمامه الخيار العسكري الوحيد في المرحلة القادمة كأداة حل للسيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرته حسب الزعم (بالرغم من إن التصريح نُفي على الصعيد الرسمي الروسي)، إلا أنه أثار الشكوك حول الموقف الروسي الظاهر على الدوام ويتم الادعاء فيه الحرص على الحوار والحل وهذا الموقف تناقض مع ادعاءات الحل والحوار الذي تطرحها روسيا على الدوام وكذلك مع ادعاءات العمل ضمن الإطار الوطني السوري خاصة في ظل التحضيرات التي تقوم بها روسيا مؤخراً لمؤتمر سوتشي والتحضيرات التي تسبقها في قاعدة حميميم العسكرية والدعوة التي تم توجيهها للإدارة الذاتية الديمقراطية.
إن هذه التصريحات تزيح الستار عن إن هناك توجه واضح لإيجاد آلية معينة للتآمر على مستقبل الشعب السوري بعد هذه السنوات العجاف التي تحول فيها الشعب السوري وبفعل العسكرة المرتبطة بالأجندات والحسابات الإقليمية وبفعل الإهمال الكبير للجانب الحواري في الحل إلى شعب ليس له أية رؤية في اختيار نمط مستقبله القادم وأسلوب العيش بالكرامة اللائقة به كشعب له الحق الطبيعي في ذلك. وقد أردنا منذ البداية في أن تكون هكذا تصريحات شخصية فعلاً ولا تعبر عن الموقف الرسمي لروسيا الاتحادية الحريص على الحوار والتعاون وبناء العلاقات الجيدة مع الأطراف الفاعلة والمؤثرة في سوريا وليس الموقف الذي يحتوي على لغة التهديد والتلويح بالخيار العسكري، فبالرغم من أن روسيا عقبت على هذا التصريح ووصفته بأنه لا يمثل موقف روسيا الاتحادية، إلا أنه يبقى موضع تدقيق وإعادة تقييم خاصة كونه صدر عن مركز له مكانة مؤثرة في الأوضاع الحالية في سوريا وأقصد هنا مركز حميميم.
إننا نرى بأن شعبنا مسؤول عن موقفه في العمل ضمن إطار الحل الوطني وتحقيق هذا الحل عن طريق الحوار ومخرجاته السياسية، لأننا لا نرى العسكرة كمنطق للحل، كما إن شعبنا لن يقف أيضاً مكتوف الأيدي للحفاظ على مكتسباته إذا ما تطلب الأمر، لأن المقاومة هي حقه المشروع بالإضافة الى تمسكه وإصراه في الحوار كطريقة حل كما لن يتردد بالقيام بأي واجب آخر من أجل بقاءه ودوام مسيرة مشروعه الديمقراطي حتى تحقيقه والتعاون مع كل الأطراف التي تنوي العمل ضمن هذا الإطار وضمن البيت السوري بغض النظر عن الجهة، فالأهم الموقف الجدي والحرص والمسؤولية وهذا ما نراه في موقفنا الثابت منذ البداية.
“روناهي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *