الخميس, مارس 28, 2024
القسم الثقافي

أسرة قره جوخ تحافظ على أبرز وسيلة لنقل التراث الكردي

الشعب الكردي ومنذ فجر التاريخ يحافظ على تراثه وثقافته عن طريق التلقي الشفوي، وهذا ما فعلته أسرة قره جوخ من قرية ساتيا في ناحية جندريسه في مقاطعة عفرين.

غاندي علو
الأدب والملاحم والأساطير والمواويل والأغاني الكردية التي لها تاريخ طويل تم الحفاظ عليه، وتناقلها الكرد عبر الأجيال وذلك بطريقة واحدة هي الاستماع للنتاجات وحفظها وتلقينها للأولاد.

ورغم استحواذ الأغاني المعاصرة على فئة الشباب ونسيان الأغاني التراثية، أو عدم الاستماع إليها إلا أن هناك من يحاول أن يحافظ على ما تبقى من التراث والثقافة.

يؤدي الطفل حسن قره جوخ من أطفال قرية ساتيا، البالغ من العمر 9 سنوات موال ممي آلان بإتقان بعدما حفظه عن ظهر قلب ويحاول الآن أن يؤدي مواويل أخرى، كما أنه يغني لوطنه عفرين، وتعود تلك الأغاني إلى تأليف فنانين شعبيين.

ومصدر تعلم حسن لتلك المواويل هو والده عزت قره جوخ البالغ من العمر 52 عاماً، والذي يؤدي المواويل منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، وهو الآخر تعلم من والده حسين قره جوخ.

وكان الوطني حسن بريمو من أهالي قرية ساتيا يجلب شرائط مسجلة فيها أغاني ومواويل مثل (Hisên begê zîlo-kolikê silêmên-sad ehmed-hemdîn û şemdîn) أداها الفنانون الكرد القدامى.

 كما كان جد الطفل حسن، حسين قره جوخ من بين الأولاد الذين يستمعون إلى تلك الشرائط المسجلة وبتلك الطريقة تعلم هو أداء المواويل والأغاني ونقل ذلك الفن إلى ولده.

ويتطلب أداء موال ممي آلان مجهوداً كبيراً ويستغرق أداؤه حوالي ساعة ونصف الساعة ولكن رغبة الطفل في التعلم جعلته يتقنه وذلك بعد تعليم والده له مدة شهر تقريباً، علماً أن حسن يتدرب على أداء المواويل منذ أن كان في السابعة من عمره.

′أحب المواويل عند سماعها من والده′

وفي هذا السياق يقول الطفل حسن قره جوخ “كنت أستمع إلى والدي وهو يؤدي الأغاني التراثية، وأحببت ذلك وتعلمت منه عندما كنت في السابعة، لقد تعلقت بتلك الأغاني التراثية وأرغب في تعلم المزيد”.

ومن جهته تحدث والد الطفل عزت حسين قره جوخ عن أهمية التراث “الكثير من الأمم تدوّن تاريخها عن طريق تأليف الكتب وعمل الأبحاث أما بالنسبة للشعب الكردي فهو شعبٌ مضطهدٌ منذ القِدم ولهذا فإن الحفاظ على التراث والتاريخ أمر صُعب تدوينه بل أحياناً يمكننا القول استحال، ولهذا كانت الطريقة الوحيدة لحماية تاريخنا وتراثنا من الزوال والاندثار هي تلقي المواويل والأغاني والأدب والملاحم وغيرها شفوياً، وحفظها وتناقل ذلك عبر الأجيال حتى يومنا هذا”.

′تعلمها من أبيه ويعلمها لابنه′

وأضاف “كان حسن بريمو شخصية وطنية يجمع شرائط مسجلة لملاحم وقصص تاريخية متعلقة بالتراث تم يحولها إلى مواويل ويجمع أطفال القرية، فيستمعون إلى تلك الشرائط كي يتعلموا منها ويعلموها لأولادهم حرصاً على حماية الفلكلور الكردي”.

وواصل “كان والدي من بين أولئك الأطفال وتعلم، وعلّمني وأنا الآن أعلّم ولدي، وأؤمن بأنه سيعلم أولاده، ولكن هذه الأغاني الآن لا أحد يؤدّيها وعلينا الحفاظ عليها، أقوم بتعليم طفلي منذ سنتين وحالياً هو يتقن أداء ملحمة ممي آلان”.

وأكمل” وإنني مستمر في تعليمه علماً أن غناء هذه الملحمة تستمر لأكثر من ساعة كاملة”، وطالب “الجيل الحالي أن يحذوا حذونا في عدم تضييع تراثنا والحفاظ عليه”.

وتقيم أسرة قره جوخ في مخيم العودة في قرية زيارة في ناحية شيراوا بعد أن تم تهجيرها مثل مئات الآلاف غيرهم من أهالي عفرين عقب الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين في الـ 18 من آذار عام 2018.

ANHA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *