الخميس, أبريل 18, 2024

ماك الشرقاوي: بشار الاسد ليس الكرت الرابح لروسيا وايران في المنطقة.. وهناك صفقة لحلحلة الملف السوري

أخبار
رأى الدكتور ماك الشرقاوي الكاتب والمحلل السياسي, وعضو الحزب الديمقراطي الامريكي, في حديث خاص لـ تموز نت, ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ يعيد ترتيب مصالحه في منطقة الشرق الاوسط, وخاصة منطقة شرق المتوسط والملف السوري.

واضاف الشرقاوي ان “المصالح الروسية في سوريا مستمرة منذ عقود مضت وستبقى لعقود آتية. فالاتفاقية التي وقعت ما بين الرئيس بوتين والرئيس بشار الاسد لإقامة قواعد في حميميم وطرطوس تمتد لسنة 2057, هي بالتأكيد تعطي لروسيا منفذ على المياه الدافئة وشرق المتوسط وحماية خط الغاز السيل1 (السيل التركي), والخط المزمع اقامته السيل2 “.

وتابع الشرقاوي “الروس يوازنون الان علاقتهم مع الحكومة السورية وعلى رئيسها الرئيس بشار الاسد. واعتقد ان هناك صفقة ما يتم الاتفاق عليها ما بين القوى الفاعلة في هذا الملف وهي روسيا, الولايات المتحدة الامريكية, الاتحاد الاوربي, الناتو, المانيا, فرنسا, بريطانيا والصين هؤلاء هم الفاعلين في الملف السوري بالإضافة الى ايران”.

وعن هدف ايران في سوريا والمنطقة قال الشرقاوي, ايران تسعى “لتحقق دعم لحزب الله في لبنان وميليشياتها في العراق وتقوية الوضع في سوريا لخلق منطقة جديدة واحداث تغيير ديمغرافية في القسم الجنوبي اغربي من الحدود السورية المتاخمة للبنان, لان في تلك المنطقة للموالين لإيران”.

واعتبر الشرقاوي ما يحدث في سوريا هو مؤشرات على اعادة ترتيب الاوراق, “الان الجميع يعيد ترتيب الاوراق وينتظرون دعم عجلة الحل السلمي في سوريا؛ التي تدعمهم الامم المتحدة عبر سلسلة اجتماعات جنيف, وايضا سلسلة اجتماعات سوتشي واستانا من قبل الدول الضامن ايران وتركيا وروسيا. الجميع الان ينظر الى التعامل مع هذه الازمة من خلال ملف اللجنة الدستورية”.

واوضح الشرقاوي ان التمهيد لمرحلة جديدة بدأت “خلال الاسبوع الماضي حيث صدر التقرير النهائية لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية ويدين فيها النظام السوري في استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه”.

وكان فريق للتحقيق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اصدار في 8 ابريل/نيسان الفائت, تقريره الأول والذي أكد فيه استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في مدينة اللطامنة في 24-25-30 مارس/آذار2017.

وذكر التقرير أن طائرة عسكرية من طراز “SU-2″ تابعة للواء 50, من الفرقة الجوية 22, في الجيش السوري، أقلعت الساعة السادسة من صباح 24 من مارس/آذار 2017، من قاعدة الشعيرات الجوية جنوبي حمص، وقصفت جنوبي اللطامنة بقنبلة “M-4000” تحتوي على غاز السارين، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 16 شخصا. والهجوم الثاني كان بعد يوم واحد فقط، إذ غادرت طائرة مروحية قاعدة حماة الجوية في الساعة الثالثة ظهرا، وقصفت مشفى اللطامنة بأسطوانة تحوي الكلور، ما أدى إلى إصابة 30 شخصا على الأقل.

وفي 30 مارس/آذار 2017، أقلعت طائرة من مطار الشعيرات من طراز “SU-22″ تابعة للواء 50، وقصفت جنوبي اللطامنة بقنبلة “M-4000” تحتوي على غاز السارين، ما أثر على 60 شخصا على الأقل.

ونوه الشرقاوي الى وجود تغيير في التصريحات الإيرانية أيضا قائلا “التصريحات الايرانية الاخيرة تتضارب بعض الشيء. فعندما يصرح خامنئي ان بشار الاسد هو الابن السادس له, نسمع مواقف اخرى من ايران تقول انها سوف تنسحب من الملف السوري بعد ان انفقت قرابة 30 مليار دولار على العمليات العسكرية لمساعدة بشار الاسد في الفترة الماضية”, مضيفا “اعتقد ان بشار الاسد ليس هو الكرت الرابح لروسيا وايران في المنطقة”.

وتابع الشرقاوي انه من ضمن التغييرات التي تطرأ على المشهد السوري الوجود التركي وامكانية اعادة ترتيبه “تركيا متواجدة بصفة دولة احتلال في الشمال السوري, تقريبا على طول الحدود الشمالية المتاخمة لتركيا, ويمكن ان يكون هناك اعادة ترتيب الاوراق”.

واشار الكاتب والمحلل السياسي الامريكي ماك الشرقاوي ان “المبعوث الامريكي الى سوريا السيد جيمس جيفري, اشاد بمرونة الجانب الروسي في التعامل من خلال ملف اللجنة الدستورية, وهذا يؤكد ما ذهبت اليه ان هناك صفقة الان لحلحلة الملف السوري”.

وعن الوضع الداخلي لسوريا والخلاف بين رجل الاعمال السوري رامي مخلوف والسلطات السورية قال الشرقاوي “على المستوى الداخلي هناك الكثير من المشكلات التي تواجه الاسد في سوريا, الاقتصاد المتدني وايضا جائحة كورونا والمرض الذي يسببه الفيروس بالإضافة الى ظهور الخلافات كما راينا مع رجل الاعمال السوري رامي مخلوف, و امور هي تضعف دور بشار الاسد”, مشيرا الى ان “قانون قيصر الذي اعد لإيقاف قتل الشعب السوري ولتشجيع التسوية السلمية عبر التفاوض وايضا محاسبة من انتهك حقوق الانسان في سوريا… ويمكن ان يكون هناك عقوبات جديدة على النظام السوري ومن ارتكب جرائم في سوريا. واعتقد ان العقوبات الامريكية ستكون مؤثرة جدا خاصة وان الاقتصاد السوري الان في اضعف حالاته”.

وختم الشرقاوي متسائلا عن مصير الرئيس السوري بشار الاسد “هل سيكون بشار الاسد رجل المرحلة القادمة ام سيكون هناك بديل خاصة ان هناك نوع من السيطرة الروسية على ملف اللجنة الدستورية التي ستبدأ بالانتخابات النيابية والرئاسية في سوريا. اعتقد ان الاطراف الفاعلة بدأت تتخلى عنه طرفا تلو الاخر, وارى ان روسيا تعيد ترتيب اولوياتها واعتقد ان الاسد ليس على قمة اولويات الروس, وايران ايضا تعيد ترتيب اولوياتها. ويمكن في القريب العاجل ان يكون هناك بديل للشعب السوري في هذا الازمة. واعتقد ان الكثير من الامور سوف تتمخض عنها خاصة بعد انحسار جائحة كورونا. وهناك تغييرات كثيرة في النظام السياسي العالم, وبالتأكيد الملف السوري من ضمن هذه التغييرات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *