الثلاثاء, أبريل 23, 2024

قراءة في أعداد “كوردستان” أول جريدة كردية 1898ـ 1902

القسم الثقافي

%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%83%d8%b1%d8%af%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86

د. شعبان مزيري

القسم الاول
يرتبط تاريخ الصحافة وتطورها لدى الشعوب المختلفة بجملة عوامل تتأثر بها وتؤثر فيها.فقد كانت الصحافة الكردية في تفاعل مستمر مع تلك العوامل المرتبطة بالشعب الكردي فتنامي الشعور القومي وظهور حركات التحرر الوطنية من أهم العوامل التي أثرت في حركة الصحافة وتطورها لجميع الشعوب والامم.
وفيما يخص تاريخ الصحافة الكردية ومسيرتها النضالية عبر قرن من الزمان تجده مرتبطاً بحركة التحرر الوطني الكردي ضد السلطات العثمانية أشد الارتباط. ولقد مرت الصحافة الكردية بنوع من المد والجزر نتيجة للظروف السياسية التي كانت تمر بها المنطقة . وكذلك كفاح الشعب الكردي ضد الإرهاب العثماني السابق ومن بعده الحكومات التركية المتعاقبة. فليس غريباً ان تصدر أول جريدة كردية خارج كردستان لتكون في مواقع بعيدة عن الإرهاب العثماني وظلمه. وقام المثقفون والمتنورون الكرد المتمثلون بأبناء بدرخان بإصدار صحيفة باللغة الكردية في الوقت الذي كانت السلطات العثمانية لم تسمح بإصدار مثل هذه الصحيفة في اسطنبول مركز الخلافة العثمانية وهذا مما دفع بمقداد مدحت بك بدرخان باشا وشقيقه عبدالرحمن بك بدرخان بإصدار أول صحيفة كردية باسم(كوردستان) في القاهرة التي كانت حينذاك تتمتع باستقلال ذاتي وتتوفر فيها اجواء الحرية اكثر من غيرها من المناطق الخاضعة للسلطات العثمانية.
وكتبت جريدة التآخي في افتتاحيتها ليوم 22 نيسان 1972 ما يلي:((لقد كان لصدور أول جريدة كردية على يد مقداد مدحت بدرخان نجل الأمير الكردي الثائر بدرخان باشا مغزى ينبئ بتحول في النضال الوطني الكردي التحرري وذلك بدخول الصحافة الصادرة خارج الوطن ورغم صدور هذه الجريدة في القاهرة لاول مرة وانتقالها إلى جنيف بعيداً عن كردستان فإنها لم تلد معزولة وبعيدة عن الشعب وكفاحه فاختيار مدن بعيدة عن المنع الصحفي قد جاء معبراً عن واقع كردستان ولكن جريدة(كوردستان) نفسها كانت منذ يومها الأول مرتبطة بالوطن وخير دليل على ذلك هو تلك العبارة المدوّنة في الزاوية اليمنى من صفحتها الآولى والتي يقول فيها صاحبها ببساطة وعمق في الاتصال مع الشعب كل من يود مراسلتنا فليكتب إلى مصر لصاحب الجريدة ابن بدرخان باشا(مقداد مدحت بك) إنني أرسل من كل عدد الفي نسخة مجاناً إلى كردستان لتعطوها لابناء الشعب ومن هنا جاء ميلاد الصحافة الكردية كضرورة من ضرورات الكفاح الشعبي فولدت مرتبطة بالشعب مكتوبة له ومكرسة لقضيته.
فقد صدر العدد الاول من جريدة كوردستان في القاهرة في الثاني والعشرين من شهر نيسان عام 1898م ومن ثم انتقلت إلى جنيف وبعد مرض ألم بالاستاذ مقداد مدحت بدرخان التزم بتحريرها من العدد(6) السادس الاستاذ عبدالرحمن بك شقيق مؤسسها ورئيس تحريرها السابق ثم طبعت في(فولكستون) و(لندن) ثم عادت مرة اخرى إلى (اسطنبول) بعد صدور الدستور العثماني.

صحيفة كوردستان:
صدرت هذه الصحيفة بـ(اربع)صفحات وبحجم (50و25×50و32) سنتيمتر وبورق لابأس بها وطباعة جيدة(1).
صدر العدد الاول منها في يوم (30) ذي القعدة سنة(1315هجرية/9نيسان 1314رومي المصادف22 نيسان 1898ميلادية) في مدينة القاهرة واستمرت في الصدور الى العدد الخامس ثم انتقلت الى مدينة(جنيف)وصدرت هناك من العدد(6ـ19) ومن العدد(20ـ23) عادت ثانية الى مدينة القاهرة وصدرت فيها.اما العدد(24) صدرت في مدينة لندن،واعداد من(25ـ 29) صدرت في فولكستون،وعادت ثانية الى مدينة(جنيف) وصدرت فيها اعداد(30،31). وكانت العدد الاخير قد صدرت في(6) محرم سنة1320هجرية المصادف(1نيسان 1318رومي 14 نيسان 1902) الميلادية. ومن العدد الرابع بدأت الصحيفة بنشر مقالات باللغة التركية العثمانية الدارجة اضافة الى نشر رسائل القراءوالمواطنين الذين كانوا يبعثونها من داخل كردستان الكبرى ونشرت الصحيفة بعض الرسائل الموجه الى السلطان عبدالحميد الثاني متطرقاَ فيها الكف عن مضايقات التي يتعرض لها احفاد عائلة بدرخان ولكن السلطان عبدالحميد تجاهل تلك الرسائل ولم يتخذ اية اجراءات بهذا الخصوص،وهذا مما دفع بالمسؤول عن الصحيفة كتابة مقالات ضد عبدالحميد وادارة العثمانية والهجوم عليها والاعمال التي يقوم بها منها مقتل الوالي والمفكر الاصلاحي مدحت باشا وانتقده لعدم سماحه بنشاطات الحركات التحررية التركية بالعمل داخل اراضي الدولة العثمانية وكذلك نشرت فيها مقالات ذات مضامين اجتماعية وتاريخية واخبارية وثقافية منها قيامه بنشر ملحمة(مه م وزين) للشاعر الخالد احمد خاني بحلقات.
ولقد جاء بقلم مقداد مدحت بدرخان في ملحق العدد الآول باللغة الفرنسية، ((اصدرت هذه الجريدة وقد وضعت نصب عيني هدف ترسيخ الاهتمام والحب في نفوس أبناء قومي إزاء التعليم ولامنح الشعب فرصة التعرف على حضارة العصر وتقدمه، وكذلك على ادبه.. حيث انا في مصر اريد أن أرى في كردستان النظام ولا ابغي من صدور هذه الجريدة سوى خدمة مصالح شعبي وسعادته..ورفع المستوى الثقافي لبني جلدي. كما دعا فيها إلى توثيق العلاقات بين الشعبين الارمني والكردي بما فيها من منفعة لمستقبلهما))(2). وكتب الباحث والمحقق الاستاذ الدكتور كمال فؤاد في مقدمة الطبعة الاولى لمجلد كردستان((ان اعداد صحيفة كوردستان كانت محفوظة في مكتبة ماربوك في المانيا الغربية ولكن لم تكن توجد في المكتبة المذكورة كل اعداد الصحيفة حيث كانت الاعداد(10،و12، 17،و18،و19) مفقودة. وجاء في المقدمة التي كتبها للطبعة الثالثة الاستاذ الدكتور كمال فؤاد قائلاَ(عندما سمعت بان يمكن الحصول على اعداد صحيفة كوردستان في مكتبه(بروسيا) في المانيا عندها راجعت المكتبة المذكورة فأبلغوني الموظفون بان اسم هذه المكتبة تم تغيرها بعد الحرب العالمية الثانية الى(مكتبة الدولة) التي تقع في(برلين الشرقية)، وان اعداد هذه الصحيفة تم نقلها مع مجموعة اخرى من المطبوعات اثناء الحرب العالمية الثانية الى المانيا الغربية. في بداية شهر آب سنة1965،عندما كنت ابحث عن مخطوطات كردية ذهبت الى مكتبة (ماربورك وتويبنك) ولمرة اخرى سألت عن مصير صحيفة(كوردستان). وبعد البحث والتقصي، تم ابلاغي بان اعداد صحيفة(كوردستان)توجد في المانيا الغربية،ومحفوظة في مكتبة الدولة(Staats bibliothek) في مدينة(ماربورك ـMorburk). وان اعداد هذه الصحيفة ومع آلاف من المطبوعات الاخرى لم تصل لها السرة(الدور) لفرزها وتصنيفها ووضعها في المكان المخصص لها في المكتبة،وانهم اذا قاموا بفرزها وتصنيفها سوف يتم تبليغه بذلك. وخلال سنة واحدة كنت أزور المكتبة عدّة مرات. حتى سنة 1968م تحققت رغبتي وحصلت على اعداد صحيفة كوردستان المحفوظة في المانيا ما عدا اعداد(10، و12، و17، و18، و19)هذه الاعداد مفقوده. وتم جمع هذه الاعداد وطبعها بـ(مجلد واحد) سنة 1972من قبل دار الثقافة والنشر الكردية في بغداد التي كانت تسمى بـ(دار التضامن).
اما الاعداد المفقودة فتم العثور عليها من قبل المثقفين والباحثين الكرد حيث عثر الاستاذ محمود زامدار على العدد(17). اما العدد(18) عثر عليها الباحث الدكتور كمال فؤاد في(مكتبة انقرة)،اما الاعداد(10،و12) تم العثور عليها من قبل الاستاذ الدكتور جليلي جليل في(مكتبة النمسا) وتم طبع هذه الاعداد المفقودة مع الاعداد المطبوعة طبعة الاولى والثانية، طبعة جديدة(الثالثة) طباعة انيقة وجميلة ما عدا العدد(19) مازال مفقودا لحد الآن.

لماذا الأهتمام بصحيفة كوردستان!؟:
تعتبر صحيفة كردستان،الصحيفة الأولى والرائدة في تأريخ الصحافة الكردية بل الصحيفة الأم الأولى الناطقة باسم الشعب الكردي. وان صدورها وبأسم كردستان كانت بمثابة رسالة موجهة إلى السلطان عبدالحميد الثاني ومن حوله من الشوفينيين والعنصريين والطورانيين الترك.
فضلاً عن ذلك تكب لها ميزة اخرى وهي صرخة مدوية بوجه السلطان عبدالحميد الثاني تذكره بان هناك شعب حي يعيش على أرضه له ثقافته وحضارته الخاصة به،وهو شعب الكرد وعلى ارض كردستان لهم حق العيش احراراً على أرضهم كما هو حق لبقية الشعوب.كما وسعى مقداد مدحت بدرخان من خلال هذه الصحيفة ان يعرف الكرد بالعالم واخراجه مما هم عليه من الجهل وظلمات الامية.
ان أهمية صحيفة كردستان فضلاً عن دورها السياسي والاجتماعي نراها انها لعبت دوراً رئيساً في حقل الثقافة ونشرها من خلال القصائد الشعرية والأدب الكردي الشفاهي(المنقول عبر الالسن) وقامت هذه الصحيفة ومن خلال المثقفين الكرد بتحويل هذه اللغة إلى لغة الكتابة والثقافة وتم نشرها على صفحات صحيفة كردستان بدلاً ان تبقى على افواه وخوفاً من ضياعها واندثارها.
وكتب الاستاذ بدرخان السندي في مقالته المنشورة في جريدة التأخي ليوم 22 نيسان 1972 بعنوان((مولد الصحافة الكردية ونضال الكلمة)) حول أسباب صدور أول جريدة بقوله ان صدور أول جريدة كردية كان نتيجة لتفاعل ابناء الشعب الكردي مع بعضهم وتنامي الشعور القومي بينهم بالاضافة إلى الانتفاضات الكردية التي قامت ضد السلطات العثمانية وفشلها واحدة تلو الاخرى كانت سبباً من الاسباب التي دفعت بالمثقفين الكرد للتفكير مليا بمحاربة السلطات العثمانية من خلال الكلمة الكردية الشريفة ونشر الوعي الثقافي والقومي بين الاوساط الكردية التي كان معظمها تعاني من التخلف والامية)).
ويضيف الاستاذ السندي أيضاً لقد ولدت هذه الجريدة والقرن التاسع عشر يعتبر حافلاً بالثورات والانتفاضات الكردية فأول ثورة فيه هي ثورة عبدالرحمن باشا (1806). وتلتها ثورة بلباس عام 1818م ثم ثورة محمد باشا الراوندوزي التي اخمدت بعد الحملة العثمانية عليها عام 1837 وكذلك حركة اسماعيل باشا البهديناني وزحفه على مدينة العمادية عام 1842م كما أسس الأمير بدرخان باشا حكومة بوتان التي استقلت عن الامبراطورية العثمانية إلا ان العثمانيين اعدوا حملة عسكرية كبيرة ضد الامير بدرخان باشا وبعد حروب دامت سنين استطاع العثمانيون القضاء على هذا الزعيم الكردي إلا أن الثورات الكردية لم تنقطع بل أعقبتها ثورات عديدة منها ثورة((يزدان شير)) خلال حرب القرم وثورة ابناء بدرخان باشا وعثمان باشا وحسين كنعان باشا سنة 1878 والثورات البدرخانية الاخرى كثورة الامراء امين عالي بك ومدحت بك وعبدالرزاق بك وجاءت أكبر الثورات الكردية في القرن التاسع عشر ثورة الشيخ((عبيدالله نهري)) سنة 1880م.
هكذا كانت الظروف التي سبقت إصدار أول جريدة كردية(كوردستان) اما الظروف الإجتماعية والسياسية والاقتصادية المصاحبة لصدور هذه الجريدة فكانت تحددها مطامح روسيا القيصرية من جهة وتركيا العثمانية من جهة اخرى لاستغلال الكرد والإفادة من قابلياتهم الحربية وتجنيدهم وإنهماك الدولة العثمانية بتشكيل الفرق الخيالة المقاتلة من الكرد وزجهم في حروب ليس لهم فيها أي عطاء أو كسب قومي سواء نجحت تلك الحروب أم فشلت.
كتبت جريدة التآخي في افتتاحيتها ليوم 22 نيسان 1973 ما يلي:((وجد بين أبناء الشعب الكردي أيضاً من اخذوا بقسط من الوعي القومي والثقافة الحديثة والذين كانوا يلاحظون المستوى الراقي الذي بلغته أمم أوروبا في مختلف نواحي الحياة فكان هؤلاء يدركون الأهمية الإستثنائية التي تتمتع بها الصحافة في ايقاظ الوعي القومي وتوعية الرأي العام وقيادتها إلى طريق النضال لإسترجاع حقوقها المسلوبة.. وقبل ان تتوصل الحركة التحررية للشعب التركي وسائر الشعوب العثمانية إلى وضع حد للاستبداد الحميدي وإصدار الدستور لم يكن بإمكانها ممارسة شيء من حقوقها الديمقراطية لذلك لم يكن لإحرار الكرد يد من أن يلجأوا إلى خارج البلاد العثمانية ليستفيدوا من الحرية النسبية التي كانت تتوفر في البلدان الاخرى ويواصلوا نشاطهم من هناك في المجال الصحفي.. وكانت مصر التي دخلت مرحلة جديدة من حياتها منذ عهد (محمد علي الكبير) والتي كانت آنئذ تحت قبضة الانكليز الذين كانوا يبدون العطف على الحركات الوطنية للشعوب العثمانية بغية توفير المجال لانفسهم للاستفادة من هذه الحركات وإيجاد مواطئ قدم لهم في بلدانها في المستقبل فكانت مصر والحالة هذه مجالاً مناسباً لتكون منطلقاً للجريدة الكردية الاولى التي كانت تسمى بـ(كوردستان).

الخلفية التأريخية لميلاد الصحافة الكردية:
ألقى الأستاذ الدكتور كمال مظهراحمد محاضرة عن الصحافة الكردية في قاعة جمعية الثقافة الكردية مساء اليوم 22/4م 1996م بمناسبة يوم الصحافة الكردية تحت عنوان (الخلفية التاريخية لميلاد الصحافة الكردية) جريدة كوردستان انموذجاً: جاء فيها: بان هذا الموضوع لم يتطرق إليه أي كاتب وقال إني لم اعتمد في بحثي على أي مصدر كردي سواءَ كتبت من قبل كاتب كردي أو باللغة الكردية.. وان مصادري لكتابة هذا البحث هي مجموعة من التقارير والوثائق السرية البريطانية التي لم تنشر لحد الآن وكذلك كتاب(سياحتنامة) للرحال التركي المعروف أوليا جلبي وقال بان كتاب(سياحتنامة) يعتبر مصدر مهم لمعرفة الحياة الثقافية والسياسية للمنطقة الكردية لان أوليا جلبي قام بزيارة المنطقة الكردية في نصف القرن السابع عشر.. ثم تطرق الباحث إلى دور المدارس والمثقفين الكرد في بلورة الثقافة في المجتمع الكوردي قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها.. وقال من خلال مراجعة المصادر يظهر لنا بان عدد المدارس أخذت تقل بعد الحرب العالمية الأولى إذا ما قارنت بسنوات قبل الحرب ولكن المثقفين الكرد قاموا بفتح مدارس أهلية.. تدرس على نفقاتهم الخاصة منها مدرسة زانستى التي تأسست في مدينة السليمانية عام 1926 والمدارس التي أنشأها المرحوم(مامؤستايى نه مرـ المعلم الخالد) كاك محمد ومدرسة(كه شته ى نوح ـ سفينة نوح) لـ(نجم الدين الملا) وعن عائلة بدرخان في تركيا قال: لعبت هذه الأسرة دوراَ كبيراَ في نشر الثقافة في كردستان وان أهمية هذه العائلة ترجع إلى عدّة أسباب منها:
1ـ تمتع منطقة بوتان بالاستقلال عن الباب العالي
2ـ كانت منطقة بوتان غنية بمواردها الطبيعية
3ـ منطقة تجارية
4ـ قيام أفراد هذه العائلة بالسفر إلى أوروبا وتلقوا دراستهم في مدارسها وجامعاتها وتشبعوا بالثقافة الغربية وتأثروا بها.
وقال ظهرت في هذه العائلة شخصيات ثقافية معروفة منهم مقداد مدحت بدرخان، وعبد الرحمن بدرخان، وعبد الرزاق بدرخان، وأمير جلادت بدرخان..
وبخصوص عبد الرزاق بدرخان قال اهتمت الوثائق الروسية بهذه الشخصية وكتبت عنه مجموعة من تقارير والوثائق السرية حول نشاطه الثقافي والسياسي في إيران وإنشاء جمعية المعرفة(جيهانكير) وأسس مدرسة للدراسة باللغة الكردية في كردستان إيران.
أما بخصوص ميرجلادت بدرخان فقال هناك أكثر من(مائة) وثيقة سرية بريطانية كتب عنه وفي إحدى وثائقه يوصفه بأنه رجل قوي، وأنيق ويلبس الملابس الإفرنجية ويتمتع بثقة عالية بنفسه، ويتكلم اللغة التركية والألمانية والفارسية والفرنسية… وقليلاَ من الانكليزية ثم قال أن ما كتبه جريدة الزوراء البغدادية في عددها الصادر يوم 8 حزيران عام 1878م خير دليل على اهتمام الكرد بالعلم والمعرفة … حيث جاء فيها((في السنة السابقة كان مشتركي الجريدة في راوندوز أحد عشر مشتركاَ وظهروا في السنة نفسها(18) مشتركاَ آخر فأصبح مجموع المشتركين(29) مشتركاَ..))
وان العدد بالنسبة لتلك الفترة الزمنية يعتبر عدداَ كبيراَ بالنسبة لمدينة صغيرة كمدينة راوندوز..
وعن أسباب صدور جريدة(كوردستان) في القاهرة قال: هناك عدّة أسباب منها:
1ـ كانت مصر في تلك الفترة مستقلة أو بعبارة أخرى كانت مرتبطة بالدولة العثمانية اسمياَ.
2ـ هناك صراع بين مؤيدين للحكومة العثمانية والمعارضين لها وخاصة أولئك الذين كانوا قد درسوا في الجامعات الغربية وتأثروا بالحضارة الغربية.
3ـ محمد علي باشا كان كردياَ وليس من أصل الباني وانه من عائلة كردية يرجع أصلها إلى مدينة دياربكر.
4ـ وجود الطباعة المتطورة في مصر وخاصة في القاهرة .
ثم تطرق الباحث إلى جريدة(كوردستان) التي صدرت العدد الأول منها في 22نيسان 1898م من قبل مقداد مدحت بدرخان حيث قال كانت ترسل ألفين نسخة من جريدة كردستان إلى المنطقة الكردية من القاهرة وتوزع مجاناَ ومن خلال رسائل القراء والتي كانت تصل إلى الجريدة وتنشر فيها تؤكد لنا بان نسخ الجريدة كانت تصل إلى الكرد في المناطق الكردية.
ثم قال هناك موقفين جريئين لجريدة كوردستان.
الأول هو إدانه الفرسان الحميدية التي كانت معظم جنودها من الكرد.
الثاني: إدانه المذابح التي ارتكبت ضد الأرمن وطلب من الكرد بعدم الاشتراك في تلك المذابح .. التي ترتكبها السلطات العثمانية.
وجاء في كلمة الافتتاح للعدد الاول من جريدة كوردستان ما يلي:((لقد سميت هذه الجريدة(كوردستان) سأتكلم في هذه الجريدة عن فائدة العلم والمعرفة وأين يتعلم الإنسان وأين توجد المدارس الجيدة سأبين للكرد أين تقع الحرب وماذا تفعل الدول الكبرى وكيف تحارب وكيف تجري التجارة سأكتب عن هذه الأمور كلها لم يسبق لشخص أن أصدر جريدة كهذه.
أن جريدتي هذه الأولى من نوعها ولهذا ستحوي على نواقص كثيرة أرجو ان تكتبوا لي عن نواقص الجريدة فأن المشاريع الجديدة كلها تحوي النواقص ثم تسير وتدب في الطريق وها أنذا أبدأ بالسير نحو الهدف ومن الله التوفيق.

عن صحيفة الإتحاد البغدادية

شارك هذا الموضوع على