الخميس, مارس 28, 2024
آراء

سيهانوك ديبو: ليلة مظلمة في استانبول

25d825b325d9258a25d9258725d825a725d9258625d9258825d925832b25d825af25d9258a25d825a825d92588-2599545

لقاء آخر غير ناجح ما بين بوتين وأردوغان، وليلة مظلمة أخرى في استانبول.
بدى حديث بوتين هذه الليلة؛ هو الذي جاب ثلاث محلّات مختلفة شرق أوسطية هذا اليوم؛ كقيصر يتحدث عن عودة روسيّة إلى المشهد السياسي العالمي ومن الباب الوسيع؛ على الرغم من أنها تتعلق أساساً بالانتخابات الرئاسية في روسيا في مارس آذار العام المقبل. ودخوله المباشر على الخط ينبع عن حسم الأمور بنفسه، كما حركة الوزير على رقعة الشطرنج التي تتكسر بالعادة المحترفة بالأحصنة والفيلة في زمن اللعبة الأخير.
تحدث بوتين رقمياً عن التجارة ما بين البلدين، والتي لا تبدو مختلفة بشكل كبير عن العام الماضي، وعن خط الطاقة من موسكو إلى تركيا من البحر الأسود. وكان صريحاً إلى حد ما في أنه لم يتفق مع أردوغان حيال القضايا السياسية؛ فاقتصر على ذكر ما هو المنجز كما أي رئيس دولة يحترم شعبه. الحديث فقط عن المنجز مع تجّنبِّ خوض النقاش في الرغبات والاعتقادات كمثل التي تحدث عنها أردوغان؛ الأخير الذي بدى تقييمه للقاء بأنه جرى بشكل كامل لمصلحة تركيا؛ فكان كلامه أقرب إلى تحليل سياسي وممارسة لرغبات يريدها السلطان فقط أن تكون وتتحقق ولو في الخيالات.
في علاقة الضرورة مثلما التي بين روسيا وتركيا. بدت أمور واضحة؛ أخطرها في الأزمة السورية؛ بأن أردوغان كرئيس للنظام التركي وفي الوقت نفسه كناطق أو لنقل رئيس للتنظيمات والجماعات الإرهابية في سوريا. آخرها عودة داعش إلى إدلب في ظلال المناطق المجانبة المحتلة تركياً إلى جانب جبهة النصرة الإرهابية.
كما أن اعلان بوتين عن انعقاد الآستانا8 بعد اسبوع من تاريخه يعتبر بمثابة إعلان رسمي لفشل جنيف8؛ حتى انعقاد سوتشي وترك الباب موارباً لجنيف9.
منطق الهيمنة والأطماع لدى النظام التركي يمنعه أن يتوافق مع أية دولة. كل ما في الأمر بأن في حوزته بعض الأوراق التي يمكن لها أن تعرقل الطرق السالكة؛ أياً كانت هذه الطرق وبالأخص الاقتصادية منها. يبدو أنها تنفذ منه اليوم. لكن؛ من الخطأ أن ينظر إلى نفاذها في حكم محكِّ السياسة الدولية فقط؛ بل وبالأساس يجب النظر ويستوجب القراءة من خلال القوة الفكرية والنظرية والتنظيم المجتمعي التي باتت عليها حركة الحرية الكردستانية كقوة معارضة حقيقية لأسِّ الأنظمة الاستبدادية وتحمل بمن يتوافق معها في الرؤى الفلسفية والنظرية السياسية بأن قوة المشروع الديمقراطي هو الذي كشف مدى هشاشة الأنظمة الاستبدادية في المنطقة؛ في مقدمتها النظام التركي.
ليلة مظلمة أخرى في استانبول؛ لكنها لن تكون الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *