السبت, أبريل 20, 2024

اللاجئون السوريون في تركيا.. مخاوف من استغلال قضيتهم في الانتخابات التشريعية

أخباررئيسيسوريا

يتخوّف اللاجئون السوريون من استغلال قضيّتهم في الانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة التركيّة المنتظرة في حزيران/يونيو عام 2023، في وقت يواجه إردوغان غضباً شعبياً متنامياً حول استضافتهم في البلاد، وفقاً لتقرير لـ (وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب) استعرض فيه آراء اللاجئين السوريين.

وقالت سميرة للوكالة إنها لا تنفك تسمع ليلاً نهاراً التصريح نفسه من المسؤولين الأتراك “على السوريين العودة إلى بلادهم”، إلا أنّ منزلها الكائن في ضواحي دمشق لا يزال غير آمن.

السيّدة البالغة من العمر 44 عاماً واحدة من مئات آلاف السوريين الذين لجأوا الى محافظة شانلي أورفا التركية التي يجمعها خطّ حدوديّ طويل مع سوريا.

وتسبّب النزاع في سوريا منذ اندلاعه عام 2011 بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها. وكانت تركيا من اللاعبين الأساسيين في الصراع ودعمت المطالبين برحيل الرئيس السوري بشار الأسد وفتحت حدودها للاجئين.

وتستضيف تركيا حوالى 3,7 مليون لاجئ سوري. ونشأت توترات على مرّ السنين، لا سيما في صيف 2021، بين اللاجئين والسكان المحليين الذين يواجهون أزمة اقتصادية ومالية حادة.

ووضعت موجة الاضطرابات الاقتصاديّة الأخيرة وارتفاع معدّلات التضخّم وتراجع قيمة الليرة التركيّة، اللاجئين السوريين تحت ضغطٍ هائل.

وتؤكّد سميرة أنّها لم تشعر بضغطٍ مماثل منذ أن وصلت إلى تركيا سنة 2019. وتقول لوكالة فرانس برس من بيتها المتواضع في شانلي أورفا التي تستضيف قرابة نصف مليون لاجئ سوريّ، أي ما يعادل ربع عدد سكّان المحافظة، “لا أفكّر في العودة” الى الغوطة الشرقية قرب دمشق، “لقد دمّروا منزلنا. الوضع سيّء هناك”.

على بعد أمتارٍ قليلة من منزل سميرة، تقف أمّ محمد خلف منضدة في متجرها المخصّص لبيع الخبز السوريّ والزيتون والفول وسلع أخرى، معبّرة عن عدم استيعابها لأسباب تبدّل الموقف حيال اللاجئين.

وكان “حزب الشعب الجمهوري”، أكبر أحزاب المعارضة، وعد في حال فوزه بالانتخابات أن يغادر جميع السوريين تركيا “خلال عامين”، فيما اعترف زعيم “حزب النصر” اليميني المتطرّف أنّه موّل فيديو حظي بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يهدف إلى تخويف الأتراك من “غزو صامت” للاجئين.

ومطلع الشهر الحاليّ، أعلن إردوغان أنه يحضّر “لعودة مليون” سوري إلى بلدهم على أساس تطوّعي، من خلال تمويل استحداث ملاجئ وبنى مناسبة لاستقبالهم في شمال سوريا، بمساعدة دولية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري علقت بلدية مدينة بولو التركية لافتة في شارع عام، تطالب اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم.

وكُتِب على واحدة من بين عدّة لافتاتٍ طرقية عبارة “لا نرغب بكم، عودوا إلى بلدكم”.ويرأس بلدة بولو الواقعة شمال غربي تركيا تانجو أوزجان الذي ينتمي لحزب المعارضة الرئيسي في البلاد وهو الشعب الجمهوري.

وحملت اللافتات جميعاً اسم رئيس بلدية بولو، وكُتب في واحدةٍ منها “أنادي اللاجئين، قلتم قبل 11 عاماً أنكم أتيتم إلى بلدنا ضيوفاً، والشعب التركي يحاميكم بضيق استطاعته منذ سنوات. والآن طالت هذه الضيافة جداً، وتشاهدون الأزمة الاقتصادية في بلدنا.. شبابنا بلا عمل، وتعيش العائلات تحت حدّ الجوع. بهذه الشروط لم يبق لدينا خبز ولا ماء نتشارك فيه معكم. حان وقت سفركم إلى بلدكم كما أتيتم إلى تركيا. أنتم غير مرغوبٍ بكم، فارجعوا إلى بلدكم”.

ونشر رئيس بلدية بولو تانجو أوزجان، على حسابه في تويتر فيديو وصور لتلك اللافتة.

وسبق للحزب إحالة أوزجان العام الماضي إلى اللجنة التأديبية على خلفية اتخاذه قراراتٍ عنصرية ضد اللاجئين في البلدة التي يرأّس بلديتها، وكان من بينها فرض زيادةٍ في أسعار المياه المقدّمة لمنازل اللاجئين ورفع رسوم زفافهم إلى 100 ألف ليرة تركية (ما يعادل أكثر من 6200 دولارٍ أميركي)، وفق ما ذكرته العربية.

وأعلن مكتب المدعي العام في مدينة بولو، فتح تحقيق ضد رئيس البلدية، بتهمة “الكراهية والتمييز”، وأمر بإزالة اللافتة، بحسب موقع وكالة أنباء تركيا.

من أكثر الشخصيات السياسية التركية التي تركز على موضوع اللاجئين، أوميت أوزداغ، زعيم حزب النصر، وهو حزب قومي متطرف أُسس عام 2021 فقط. لا يفوّت أوزداغ أيّ مناسبة للهجوم على اللاجئين السوريين، مغذيا حملات عنصرية ضدهم.

ووصف السياسي اليميني المتطرف ذات مرة تركيا بأنها “بلد احتله اللاجئون”، ولا يقتصر في الترويج لخطاباته على كتاباته في موقع تويتر أو خطاباته أو لقاءاته مع وسائل الإعلام، بل يخرج إلى المدن التركية ليصوّر اللاجئين السوريين ويدعوهم بشكل واضح إلى العودة إلى بلدهم.

وتستضيف تركيا نحو 3,6 ملايين لاجئ سوري ويدعو عدد من أحزاب المعارضة التركية باستمرار إلى إعادتهم قسرا إلى سوريا.

المصدر: كورد أونلاين + وكالات

شارك هذا الموضوع على