الجمعة, مارس 29, 2024
القسم الثقافي

الصحافة الكردية تراث لا يمكن تجاهله -3

بالرغم من الهجمات، والحرب، والضغوطات وجرائم القتل، تطوّر الإعلام الحرّ بشكل ملحوظ في تسعينيات القرن الماضي، وذلك بالتزامن مع تطوّر نضال حركة التحرّرالكردستانية، وإلى الآن النضال في مجال الإعلام مستمرّ، وبفضل إرث الإعلام الحرّ، اليوم هناك أكثر من 50 صحيفة يومية وأسبوعية، والعشرات من قنوات التلفاز، والمحطّات الإذاعية، ووكالات الأنباء.

إرث الإعلام الحرّ

كبديل للإعلام المركزي للدولة التركية بدأ الإعلام الحرّ عمله في الـ 22 من نيسان عام 1990، فالإعلام الحر منذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا تمكّن من إصدار أكثر من 50 صحيفة يومية وأسبوعية في أجزاء كردستان الأربعة، وبالرغم من الخطر المحدق به، إلّا أنّ الإعلام الحرّ لم يترك نهجه، واستمرّ في النضال، كما استمرّت الوكالات، والمحطات الإذاعية، وقنوات التلفاز في عملها دون توقّف.

أصبح الإعلام الحرّ في فترة قصيرة أحد خنادق المقاومة، وتمكّن من إيصال صوت الشعب الذي كان يعدّ أنّه قد أُمحي من الوجود، والذي حاولت الأنظمة السلطوية عدم سماعه إلى الرأي العام، ونضال الإعلام الحرّ الذي قدّم تضحيات عظيمة خلال 30 عاماً، بالرغم من جرائم القتل والخطف والاعتقال، استمرّ في عمله لكشف الحقائق ونشرها، وكان دائماً في صف الشعب والحقيقة.

صحيفة “حقيقة الشعب”

مجلة (Şiyariya Civakî) والتي تعني “الصحوة الاجتماعية”، وأغلقت بعد فترة قصيرة من صدورها، أصدر في الـ 22 من نيسان عام 1990 صحيفة “حقيقة الشعب”، والتي اعتبرت الخطوة الأولى للإعلام الحر.                   

وبعد أن أغلقت صحيفة “حقيقة الشعب”، والتي كان مدير تحريرها حسين آيكول، أصدرت صحيفة (Gelê Nû) والتي تعني “الشعب الجديد”، وهذه الصحيفة أيضاً أغلقت من قبل إدارة الصحيفة في أواخر عام 1990، وفي الـ 20 من تشرين الأول عام 1990 أصدرت صحيفة (Yenî Ûlke) والتي تعني”الوطن الجديد”، وفي الأسبوع الأول من عملها تعرّض مكتب الصحيفة في مدينة آمد بباكور كردستان “شمال كردستان” للهجوم.

صحيفة OZGÛR GÛNDEM

صحيفة OZGÛR GÛNDEM والتي تعني “الحدث الحرّ”، أصدرت في الـ 30 من أيار عام 1992، والتي كانت استمراراً لصحيفة “الوطن الجديد” التي أصدرت في عام 1990، استمرّت حتى عام 1992، صحيفة “الحدث الحر”، تم إغلاقها بقرار من دولة الاحتلال التركي في الـ 14 من نسيان عام 1994، ولكن وعلى مدار أعوام طويلة استمرّت في نشر صحيفتها بأسماء مختلفة.

منذ بداية صدور الصحيفة وحتّى يومنا الراهن، قُتل 27 شخصاً ممّا كانوا يعملون في الجريدة، سواء من المراسلين أو الكتّاب أو الموزّعين، وقيّدت جرائم اغتيالهم باسم “فاعل مجهول”. وخلال سنوات العمل تعرّضت العديد من مكاتب المجلّة للهجوم. أصدرت الصحيفة 580 عدداً، وتم فتح دعاوي قضائية بحقّ 486 عدداً منها، كما أصدرت المحكمة أحكام بالسجن بحقّ العاملين في الصحيفة لمدّة 147 عاماً. كما تمّ مصادرة أعداد الصحيفة  ومنعها من التوزيع مرّات عديدة بحجّة الدعاية لصالح حزب العمال الكردستاني.

قصف مبنى الصحيفة

بتاريخ 10 كانون الأوّل عام 1993، داهمت المئات من عناصر الشرطة التركية مبنى الصحيفة، واعتقلت العاملين فيها. وبعد أن تمّ حلّ إدارة المجلّة بشكل فعلي، باشرت صحيفة جديدة بالصدور باسم أوكوز أولكه (الوطن الحر)، وذلك بتاريخ 28 نيسان عام 1994. إلّا أنّ ثلاثة من مكاتب الصحيفة، تعرّضت بتاريخ الرابع من كانون الأول عام 1994 للقصف بشكل متزامن. وأسفرت عمليات القصف مقتل الصحفي أرسين يلدز وإصابة 21 من العاملين في الصحيفة. وفيما بعد أظهرت الوثائق أنّ أوامر قصف مكاتب الصحيفة صدرت عن تانسو جيلر التي كانت وقتها رئيسة وزراء تركيا. وصدرت قرارات بمصادرة ومنع توزيع 220 عدداً من أصل 247 عدداً من الصحيفة. وقبل أن تكمل صحيفة أوكوز أولكه عامها الأوّل، كما اعتُقل 7 من مديري الصحيفة جرّاء الدعاوي القضائية. وأصدرت محكمة صلح الجزاء في إسطنبول قراراً بإغلاق الصحيفة بدعوى أنّ الصحيفة هي استمرار لصحيفة أوزكور كوندم.

بعد 17 عاماً أوزكور كوندم مرّة أخرى

بعد إغلاق صحيفة أوزكور كوندم، صدرت بتاريخ 13 نيسان عام 1995 صحيفة جديدة باسم يني بوليتيكا. فتعرّضت صحيفة يني بوليتيكا لنفس مصير صحيفة أوزكور كوندم، إلّا أنّها واصلت مسيرة الإعلام الحر بأسماء عديدة ومختلفة. وبعد 17 عاماً من الإغلاق، عادت صحيفة أوزكور كوندم مرة أخرى للصدور لتصبح مجدداً صوت الشعب الكردي.

تأسيس وكالات الأنباء

مع التطوّر والتقدّم التكنولوجي المتسارع والمتواصل، حدثت تغييرات كبيرة أيضاً في وسائل الإعلام. وبعد أعوام الـ 2000، استخدمت وسائل الإعلام تقنيات الصوت والمشاهد المصورة، إلى جانب النصوص والصور. ومع هذه التطوّرات وبعد مرحلة الصحف والمجلات، بدأ البحث عن وسائل وتقنيات إعلامية جديدة تسمح باستخدام الصوت والفيديو في نشراتها. في تاريخ الصحافة الكردية، تأسّست أول وكالة أنباء كردية في المهجر. حيث تم تأسيس وكالة أنباء “دم” في ألمانيا، وفيما بعد وكالة أنباء ميزوبوتاميا في فرانكفورت. وبعد أن تمّ إغلاق وكالة أنباء ميزوبوتاميا من قبل الشرطة الألمانية، وبعد إغلاق الوكالة اتّخذت الضغوطات التي مُورست بحقّ الإعلام الكردي طابعاً دولياً. والعاملون في وكالة أنباء ميزوبوتاميا، بادورا هذه المرّة إلى تأسيس وكالة فرات للأنباء (ANF) في دولة بلجيكا. ورغم جميع المساعي والمحاولات إلّا أنّ الدولة التركية لم تتمكّن من إغلاق وكالة فرات للأنباء، إلّا أنّ موقع الوكالة محظور في تركيا. وتعرّض موقع الوكالة لهجمات الكترونية متكرّرة، ولا تزال الوكالة تتعرّض لمختلف الضغوطات.

وكالة دجلة للأنباء

أول وكالة أنباء كردية تأسّست في تركيا كانت وكالة دجلة للأنباء (DİHA)، تأسّست الوكالة في الرابع من شهر نيسان عام 2002. وانطلقت الوكالة تحت شعار “لن نتنازل أبداً عن الحقيقة”، وتبثّ نشراتها باللغات الكردية والإنكليزية والتركية. ورغم اعتقال عدد كبير من مراسلي وموظّفي الوكالة إلّا أنّها واصلت المقاومة ضدّ جميع الضغوطات. ومثلها مثل صحيفة أوزكور كوندم، تم إغلاق وكالة دجلة للأنباء في 29 تشرين الأول عام 2016، فيما لا يزال 27 مراسلاً من العاملين في الوكالة قيد الاعتقال في السجون التركية منذ شهر آذار عام 2017.

JINHA: أول وكالة أنباء خاصّة بالمرأة

تأسّست وكالة أنباء المرأة JINHA في الثامن من آذار عام 2012 في مدينة آمد. وتعتبر وكالة JINHA أول وكالة أنباء في تركيا جميع أعضائها من النساء. وكالة JINHA أصبحت صوت الشعب الكردي وبشكل خاص صوت المرأة. وناهضت جميع مساعي القضاء على المرأة التي ترزح تحت نير السلطة الذكورية، وتحوّلت إلى مؤسّسة إعلامية تقودها المرأة الحرة.

وكانت وكالة JINHA تسعى بالدرجة الأولى إلى نشر الأخبار الخاصّة بالمرأة، وتغيير الخطاب الذكوري في الإعلام، وبهدف كسر مفاهيم وتقاليد النظام الذكوري، بدأت JINHA باستخدام الأسماء الكاملة للأشخاص (الاسم ولكنية) وفيما بعد بدأت باستخدام الاسم فقط بدون كنية.

ومثلها مثل جميع مؤسّسات الإعلام الحر، تعرّضت وكالة JINHA أيضاً للإغلاق من قبل السلطات التركية بتاريخ 29 تشرين الأول عام 2016.

ثورة الإعلام الحرّ في روج آفا

على مدى عقود من الزمن تعرّض الشعب الكردي في سوريا لسياسات الإنكار والتهميش من قبل النظام السوري، ورغم أنّ الشعب الكردي في روج آفا واصل تنظيم صفوفه بشكل سرّي، ومواصلة العديد من النشاطات الإعلامية، إلّا أنّها بقيت محصورة ومحدودة جداً بسبب سياسات القمع والاضطهاد. وفي سوريا استمرّ الميراث الذي خلفته صحيفة هاوار، ولو بشكل متقطّع، ورغم جميع الضغوطات. وفي أعوام الثمانينيات، ومع بروز حركة حرية الشعب الكردي، تسارعت خطى النضال الثوري والتنظيمي أيضاً. ورغم أنّ النضال الإيديولوجي والتنظيمي خطا أولى خطواته عبر الإعلام، وصدرت من أجل ذلك العديد من الدوريات والنشرات والمجالات، أنّها من الناحية السياسية ظلّت محدودة.

في عام 1956 صدرت لأول مرة مجلة باللغة العربية باسم مجلة “صوت كردستان. وفيما بعد صدرت صحيفة باسم برخدان باللغتين العربية والكردية. كانت هذه المجلّة تنشر على الأغلب أخبار المعارك الدائرة في شمال كردستان بين جنود الجيش التركي المحتلّ والمقاتلين الكرد. بالتوازي مع هذه المجلة، ولأجل إيصال صوت الشعب الكردي إلى كامل الجغرافيا العربية، صدرت في بيروت مجلّة باللغة العربية باسم “سوغول”‘Sorgul’ وكتب فيها العديد من المثقّفين والكتّاب العرب. وتصاعدت الضغوطات ضد الإعلام الكردي في سوريا بشكل كبير، وأصبح قراءة المجلّة، أو العثور عليها لدى شخص ما، يعتبر جريمة يعاقب عليها.

هذا النشاط الإعلامي المتواصل ولفترات متقطّعة، حقّق قفزة نوعية كبيرة منذ عام 2011، مع انطلاق انتفاضة الشعب وثورة الشعب السوري، وتحقّقت ما يمكن تسميته بالثورة الإعلامية في روج آفا. ثورة الشعب الكردي في روج آفا التي انطلقت لمناهضة النظام الشمولي والدولة القومية، حقّقت ثورة مهمّة على الصعيد الإعلامي. وتمكّن الصحفيّون، بالتوازي مع تصاعد الثورة، من تأسيس العديد من المنابر الإعلامية مثل صحيفة روناهي، ووكالة أنباء هاوار، وفضائية روناهي. فهذه المنابر الإعلامية أصبحت بمثابة صوت مشروع الأمة الديمقراطية الذي تطوّر في المنطقة. كما فضحت هذه المنابر الإعلامية هجمات مرتزقة داعش، وكذلك واكبت المقاومة المتصاعدة ضد داعش، وفيما بعد عملت على فضح هجمات دولة الاحتلال التركية، والاتفاقيات المشبوهة والقذرة بين الدولة التركية ومرتزقة النصرة وداعش.

وكالة أنباء هاوار ANHA

تأسّست وكالة أنباء هاوار ANHA في الأول من شهر آذار عام 2013 من قبل مجموعة من الصحفيين الكُرد. بدأت الوكالة عملها في منزل مبنيّ من اللبن والطين، وتحوّلت من خلال حياديّتها، ومصداقية نشراتها الإخبارية إلى أهم مؤسّسة إعلامية في شمال وشرق سوريا.

أخذت وكالة أنباء هاوار على عاتقها نشر مشروع الأمة الديمقراطية الذي برز في الشرق الأوسط، وكذلك إيصال صوت مقاومة الشعب إلى العالم. وأدّى مراسلو وكالة أنباء هاوار المسؤوليات التي تقع على عاتقهم في مجال نقل الحقيقة، رغم جميع الظروف والمصاعب والعوائق، وقدّموا لأجل ذلك تضحيات جسام، وصلت إلى حد الشهادة، ولم يحيدوا عن درب الحقيقة قيد أنملة. وتمكنت وكالة أنباء هاوار التي دخلت الآن في عامها الثامن من بناء شبكة واسعة من المراسلين، وساهمت في إيصال صوت ثورة شعوب المنطقة، وكذلك مقاومة الشعوب ضدّ مرتزقة داعش إلى جميع أنحاء العالم. فهي وكالة تلتزم بسياسة نشر لا تحييد ولا تتنازل عن الحقيقة، وتساهم في بناء صحفيين وإعلاميين أكفّاء.

شهداء وكالة أنباء هاوار

أثناء قيامهم بتغطية أوضاع النازحين الفارّين من هجمات مرتزقة داعش في دير الزور، استشهد مراسلو وكالة أنباء هاور دليشان إيبش، وهوكر محمد ورزكار دنيز جرّاء هجوم انتحاري. فقد استشهدت الصحفية دليشان إيبش خلال الهجوم، فيما استشهد الصحفي هوكر محمد بتاريخ 14 تشرين الأول متأثّراً بإصابته، أمّا الصحفي رزكار دنير فقد استشهد بتاريخ 18 كانون الثاني عام 2018 في المشفى، حيث كان يتلقّى العلاج متأثّراً أيضاً بإصابته في الهجوم.

وخلال تغطيته هجمات دولة الاحتلال التركية ومرتزقتها على مدينة سري كانيه، استشهد مراسل وكالة أنباء هاوار سعد أحمد بتاريخ 19 تشرين الأول عام 2019.

فضائية روناهي RONAHÎ TV

تأسّس ميراث الإعلام الحرّ مع تأسيس فضائية Med Tv التي أُغلقت فيما بعد، إلّا أنّ هذا الميراث استمرّ على مرّ السنوات رغم جميع الضغوطات والصعاب. وبتاريخ 20 شترين الأول عام 2011 انطلق بث قناة فضائية روناهي RONAHÎ TV، وبدأت نشراتها لمدة ثلاث ساعات في اليوم. وخلال فترة قصيرة وصلت ساعات البثّ إلى 10 ساعات، وفي عام 2014 بدأت بالبثّ على مدار 24 ساعة في اليوم.

في البداية انطلق بثّ فضائية روناهي في مدينة بروكسل البلجيكية، وخلال فترة قصيرة نقلت غرفة الأخبار من بلجيكا إلى داخل أراضي روج آفا. ويوجد لفضائية روناهي حاليّاً استوديوهات في جميع مقاطعات روج آفا. وتعمل على إيصال صوت ثورة روج آفا، وكذلك التطوّرات والمستجدّات في مناطق الشرق الأوسط إلى العالم أجمع.

صحيفة روناهي

في بداية ثورة روج آفا، عقد 8 مثقّفين وصحفيين كرد من مقاطعات روج آفا الثلاث اجتماعاً، وكنيتجة للاجتماع، تم تأسيس صحيفة روناهي بتاريخ 14 تشرين الأول عام 2011. وساهمت في إعلاء صوت الحقيقة الذي تجسّد بنهج الأمة الديمقراطية. وصدر العدد الأول من الصحيفة بتاريخ 16 تشرين الأول عام 2011. وصدرت الصحيفة لأول مرّة باللغة العربية مرّة واحدة في الأسبوع، وتضمّ المجلّة على متن 12 صفحة، العديد من التبويبات الإيديولوجية والسياسية، وإضافة إلى تبويبات كردستان، الثقافة والحياة، وصدر من العدد الأول 500 نسخة.

وخلال فترة قصيرة تمّ إصدار الجريدة مرتين في الأسبوع، وازداد عدد صفحاتها من 12 إلى 20 صفحة، ووصل عدد نسخ الجريدة إلى عشرات الآلاف. وتوزّع الصحيفة في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وتصدر حالياً في نسختين روناهي الكردية وروناهي العربية.

محطّات الإذاعة

بتاريخ 20 تشرين الأول عام 2012 تأسّست أول محطة إذاعية في روج آفا باسم جودي إف إم، التي بثّت برامجها من مدينة قامشلو. وفيما بعد وبتاريخ 19 تشرين الثاني عام 2012، تأسّست إذاعة كوباني إف إم، وفي الأول من شهر نيسان عام 2013، بدأت إذاعة روج آفا إف إم ببثّ برامجها. وفي عفرين التي هي الآن محتلّة من قبل الاحتلال التركية، تأسّست إذاعة عفرين إف إم بتاريخ 10 حزيران عام 2013، بتاريخ الأول من شهر إيلول، انطلق البثّ الاعتيادي لإذاعة عفرين إف إم. وخلال عامي 2014 – 2015 تأسّست العديد من محطّات الإذاعة مثل درباسية إف إم، واشوكاني إف إم، صوت الخابور، صوت الإدارة الذاتية الديمقارطية، روج آفا إف إم. وفي عام 2017 بدأ بثّ المحطّة الإذاعية الخاصّة بالمرأة باسم راديو ستار.

روج نيوز

ميراث الإعلام الحرّ امتدّ إلى جنوب كردستان، وواصل مسيراته هناك أيضاً، ومن مؤسسات الإعلام الحر التي برزت في جنوب كردستان، وكالة روج نيوز التي تأسّست عام 2014. وتبثّ الوكالة نشراتها باللغة الكردية (اللهجتين الكرمانجية والصورانية) وكذلك باللغة العربية. وغدت وكالة روج نيوز من أهمّ وسائل الإعلام في جنوب كردستان. ولا تزال وكالة روج نيوز مستمرة إلى الآن تنشر الأخبار التزاماً من المبدأ الذي تأسّست عليه، وهو عدم التراجع عن الحقيقة والموضوعية. وكانت وكالة روج نيوز تبث برامجها باللغة التركية أيضاً في بداية انطلاقتها، إلّا أنّها توقّفت عن البثّ باللغة التركية اعتباراً من عام 2019.

أوّل جريدة كردية يومية: آزاديا ولات

جريدة أزاديا ولات كانت أوّل جريدة كردية يومية تصدر في تركيا. تأسّست الجريدة في 26 شباط 1994، وصدرت أسبوعياً حتى عام 2006، واعتباراً من 15 آب 2006 بدأت بالصدور بشكل يومي.

من المؤكّد أنّ صدور جريدة باللغة الكردية في أعوام التسعينيات وفي وقت لم يكن أحد يعترف بوجود الكرد وكردستان ليس بالأمر السهل، لذا تعرّضت الجريدة لمختلف أشكال الضغط والقمع، وتم إغلاقها بسبب الدعاوي القضائية والأحكام الجزائية الصادرة بحقها. وفيما بعد صدرت جريدة أخرى باسم ولاتي مه. وحتى عام 1996 صدر 46 عدداً من الصحيفة، وبعد أن تمّ إغلاقها أيضاً من قبل دولة الاحتلال التركية، بدأت صحيفة أزاديا ولات بالصدور. آزاديا ولات التي صدرت لفترة زمنية طويلة، بدأت في 15 آب عام 2006 بالصدور بشكل يومي. وكانت أزاديا ولات أول جريدة كردية تصدر بشكل يومي. وكان يتم إغلاق وإيقاف صدور آزاديا ولات خلال فترات متقطّعة، ومن أجل ملء الفراغ خلال فترات الإغلاق صدرت العديد من الصحف، منها صحيفة دنكي ولات في 24 آذار 2007، ولات في تشرين الثاني 2008، روجف في 16 نيسان 2009، هاوار في شهر أيار 2009، و روجف أيضاً في تشرين الثاني 2009، وأخيراً روجف مرة أخرى في شهر آذار 2010.

ولم تقتصر الضغوطات على إغلاق وإيقاف صدور الجريدة، بل تمّ الحكم على رؤساء تحرير الجريدة بعقوبات مالية كبيرة.

ومثلها مثل وكالة دجلة للأنباء وجريدة أوزكور كوندم، وتمّ إغلاق صحيفة آزاديا ولات في 29 تشرين الأول 2016.

خلال أعوام 2016-2017، كانت تركيا تُدار بقانون ما يسمّى (مرسوم بمثابة قانون)، وهو قانون يسمح للسلطات التنفيذية بتطبيق المراسيم دون الرجوع إلى السلطات التشريعية، وبموجب هذا القانوين تم إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية الكرية. إلّا أنّ الصحفيين الكرد لم يقفوا مكتوفي الإيدي، بل بحث الإعلام الكردي بشكل دائم على بدائل، ولم يُحرموا الشعب من المعلومة الصحيحة. وتم افتتاح مؤسسات إعلامية جديدة بديلة عن جميع المؤسّسات التي تم إغلاقها بموجب تلك القوانين.

وبناء عليه تمّ إصدار صحيفة باسم كوند أوكولوجو بدلاً من صحيفة أوزكور كوندم، ووكالة دجلة خبر بدلاً من وكالة دجلة، وشوجن بدلاً من جينها (وكالة المرأة)، وبدلاً من آزاديا ولات تم إصدار صحيفة روجفا ميديا. إلّا أنّ نظام حزب العدالة والتنمية لم يتوقّف عن عدائه للإعلام الكردي، فأصدر مرسوماً جديداً بمثابة قانون، ووضع جميع المؤسّسات الإعلامية الكردية في حزمة واحدة وأغلقها جميعاً.

بعد إغلاق صحيفة روجفا ميديا، تم إصدار صحيفة ولات بدلاً منها. وفيما بعد تمّ افتتاح وكالة ميزوبوتاميا للأخبار، بدلاً من وكالة دجلة خبر. وبدلاً من وكالة شوجن تم تأسيس وكالة أخبار المرأة . JIN NEWS وبدلاً من صحيفة أوزكولوكجو تم إصدار صحيفة يني يشام. أمّا صحيفة ولات فقد بدأت بالنشر الالكتروني، فيما تواصل باقي المؤسّسات نشاطها بشكل فعّال. وحالياً توقّف صدور صحيفة يني ياشام بسبب فيروس كورونا.

MED TV: أوّل قناة تلفزيونية كردية

من إحدى أهم المنعطفات التاريخية في مسيرة الإعلام الكردي، افتتاح قناة تلفزيونية كردية. وانطلقت أول تجربة تلفزيونية كردية في المهجر.

بتاريخ 15 حزيران عام 1995 افتتحت أول قناة تلفزيونية كردية في العاصمة البريطانية لندن باسم Med TV، ونالت القناة التلفزيونية شرف كونها أول قناة تلفزيونية كردية. وبناء على طلب دولة الاحتلال التركية تمّ سحب رخصة فضائية Med TV بتاريخ 23 نيسان 1999. وافتتحت بدلاً منها قناة جديدة باسم Medya Tv، إلّا أنّها أغلقت من قبل السلطات الفرنسية أيضاً. وفي نفس العام الذي تم فيه إغلاق فضائية Medya Tv تم افتتاح قناة جديدة باسم Roj Tv في دولة الدنمارك. ومارست تركيا ضغوطات كبيرة على دولة الدنمارك بسبب فضائية Roj Tv، وبسبب هذه الضغوطات تم إغلاق القناة في عام 2003، وبعد روج تيفي تم افتتاح العديد من القنوات التلفزيونية الأخرى مثل , Nûçe Tv و Stêrk Tv.

عدد من وسائل الإعلام العاملة في جنوب كردستان

تبث العديد من القنوات التلفزيونية برامجها في جنوب كردستان مثل Nûçe Tv, MMC Tv, Gûn Tv, Newroz Tv, Ronahi Tv, Kurdistan Tv, Kurdistan Tv, Kurdsat Tv, Rojhelat Tv, Zagros Tv, KNN Tv, Tishk Tv, Korek Tv, Vin Tv, GK Hewlêr, Kurd1 Tv, Asosat Tv, Peyam Tv, Hewlê Tv, Stêrk Tv, Kanal4 Tv, Cemawer Tv, KPC Tv, Kliksat Tv, Peyam Tv.

كما تصدر العديد من الصحف الكردية في جنوب كردستان، منها: آلا مه، آلاي آزادي، آسو، آوينه، بارزان، بدرخان، بهدينان، بياني، جماور، جافي خه لك، جاودير، دنكي دموقراطي، دنكي كومونيزم، أمرو، أفرو، هاولاتي، هفته نامه دنك، هوال، هولير، هوياي نو، كردستاني نوي، كردستان ريبورت، ميديا، بيشكتن، ريبازي آزاد، ريكاي كردستان، ره سه ن، روجي كل، روجي ولات، روجنامه، روداو، سه ردمي نو، وار، واروين، خباه. ومعظم هذه الصحف والمجلّات تستخدم الأحرف العربية، كما تصدر بعضها باللغة العربية. إضافة إلى صحيفة هولير بوست الصادرة باللغة التركية، وكذلك صحيفة كوردس كلوب الصادرة باللغة الإنكليزية.

أسماء بعض المجلات الصادرة في جنوب كردستان: آران كرد، آوه زه، آينده، بانه روج، باسره، بلافوكا ميديا، باسره، بزاو، جوان، دنكي لالكش، دهولك، كولان، كوليستان، هاوارا نو، هفته نامه، هيلين، هنكاو، كانكه، كابر، كركوك، كوردش هيرالد، كردستانا آزاد، كردستاني، لالش، لفين، مدنيت، متين، منالاني باواكركر، نوا، نيوز شفق، نوبون، نوسري كرد، به بوله، بيام، بيف، بيرو، بيشكو، ر. كردستان، ر.كردستاني، رامان، رانيا، رايان، ريباز، روان، روجي كل، روناهي، سردم، سباي، سلاف، سيروفه، سيخرمه، شيروفه، تاو، تيشك، فاجه، خاك، زانكو، زنك، و زنكوبك.

ANHA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *