الجمعة, أبريل 19, 2024

آمنة كوياني : الولاية الثانية للعبادي…وتجويع الشعب الكوردي

آراء
25d825a225d825b125d825a725d825a1-4278447

بات ضمان الولاية الثانية للعبادي امرا مفروغا منه من خلال الاستمرار بفرض الحصار على اقليم كوردستان وتجويع الشعب الكوردي، فلا يحتاج اليوم العبادي للكثير من الاموال والجهود لصرفها على حملته الانتخابية القادمة، يكفيه ان يرفع شعار ” مع الاستمرارفي تجويع الشعب الكوردي”، او ربما سيكون شعاره القادم ” لا لكوردستان نعم لشمال العراق” وغيرها من الشعارات الشوفينية التى اخذت تتداول حتى في قبة البرلمان العراقي وتلاقي ترحيب بين اوساط العرب الشوفينين، والتى لم تكن وليدة اليوم وانما مهد لظهورها الحملة التى قادها المالكي صديق العبادي في نفس الحزب ضد الشعب الكوردي بحجة خلافاته المستمرة مع قادة الاقليم الذين كانوا حلفاء اقوياء لشيعة العراق يوما ما.
اصاب العبادي نفس المرض وهو مرض معاداة الشعب الكوردي، بل ان انتصاراته الاخيرة التى حققها بمساعدة قوات التحالف على داعش اصابته بالغرور الاعمى حتى ان عماه هذا منعه من رؤية جهود البيشمركة في محاربة داعش وتعمد عدم شكرهم في خطاب نصره على داعش، وبلغت به درجة الغرور الى عدم الاصغاء حتى لمحاولات بعض القادة الاوروربين في التوسط بين بغداد واربيل لغرض الجلوس على طاولة المفاوضات وحل الخلافات مع الاقليم ضمن اطر دستورية، ذلك الدستور الذي اخذ يخرقه كل يوم حسب مزاجه سواء باستخدامه قوات عسكرية ضد الشعب الكوردي وهذا مناف للدستور، او من خلال استخدامه لعبارة شمال العراق بدل اقليم كوردستان وهذه مخالفة دستورية اخرى، وغيرها من التصرفات الاقصائية الاستفزازية كان اخرها ارسال البطاقات التموينية لاقليم كوردستان بدون ان تكتب بالكوردية، وكانهم قرروا ضمنيا انهاء وجود اقليم كوردستان فلا داعي لترجمة البطاقة التموينية الى اللغة الكوردية المعترف بها دستوريا، هذا الدستور الذي اصبح كلشماعة يستخدمونه فقط عندما يخدم مصالحهم ويخالفوه متى ارتؤا ذلك.
ما يثير استغرابي ليس غرور العبادي وليس توقه لنيل ولاية ثانية حتى وان كان على حساب تجويع شعب باكمله، فجشاعة حب الكرسي مرض منتشر بين قادة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لا نستثني منهم قادة الاقليم المحاصر نفسه.
لكن الذي يثير استغرابي هو موقف المواطنين في الوسط والجنوب الذين اعازوا للعبادي برسائل توحي بانهم سوف يدلون باصواتهم له لضمان ولاية ثانية فقط في حال استمر الاخير بتجويع الشعب الكوردي وازداد صرامة بالعقوبات الموجه ضده، هذا ما يثير استغرابي حقاً، فما هو العدوان المعاصرالذي وجهه لك الشعب الكوردي؟ وما هو الظلم التاريخي الذي قام به الشعب الكوردي ضدك فبت تضمر له كل تلك الكراهية؟؟ فلطالما تمسكتم بالمظالم التاريخية وتغنيتم بها وعشتم حاضركم بناءا عليها، وان كانت في نظري غير مبررة كل تلك المظالم التاريخية التى تتغنون بها، بل يتغنى بها زعمائكم الدينين والسياسين كي يسهل عليهم قيادتكم والتحكم في مصائركم ومصادرة حاضركم ومستقبلكم.
الاجدر بكم مواطني الجنوب والوسط هو مسألة الناخبين عن برامجهم الانتخابية، برامج تخدم مصالحكم برامج تغير من واقعكم المزري، برامج تضمن لكم المزيد من الخدمات، والمزيد من الحريات وفرص العمل وزيادة الامن والاستقرار، برامج تجعل من يومكم اجمل واريح، بدل ان ينصب كل اهتمامكم في الحملة الانتخابية القادمة التى بتم توجهونها من الان في اتجاه واحد الا وهو تجويع الشعب الكوردي، فهل بتجويع الشعب الكوردي، ستتحسن ظروفكم المعيشية؟ وهل سوف تقل نسبة الامية؟ وهل سوف تزداد الخدمات؟ وهل سوف يتقلص دور العشائر المسلحة والميليشات في التدخل في ابسط تفاصيل حياتكم اليومية؟ وهل سوف تزداد الحريات؟ وهل ستقل نسبة العنف ضد المراة والطفل؟ وهل سوف تتمكن المراة من لعب دورها في المجتمع والدولة ؟ وهل سوف ترعى الدولة الارامل وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل افضل مما هو عليه اليوم؟ وهل ستشهد مناطقكم اعمار وفرص عمل؟ وامان؟؟؟ووووو.. وسلسلة طويلة من المطالب التى من المفروض ان تبحثوا عنها في برامج الناخبين، وتختاروا الناخب صاحب البرنامج الافضل لتحسين يومكم وغدكم بدل ان تغرقوا في مرض الكراهية للشعب الكوردي وتراهنوا على اختيار الناخبين بمدى امتلاكهم قدرة على محاربة الشعب الكوردي، دعوا الشعب الكوردي وشأنه فيكفيه ما ابتلي به من حكم العوائل الفاسد والمقيت، والتفتوا لحالكم الذي تنقصه ابسط الحقوق والحريات والخدمات واختاروا من يضمن لكم تحسينه، ودعوا الشعب الكوردي يعيش بسلام.

شارك هذا الموضوع على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *