الجمعة, مارس 29, 2024
آراء

آلدار خليل: السلطة ومفرزاتها ديمومة للصراع والمعضلات

25d825a725d9258425d825af25d825a725d825b12b25d825ae25d9258425d9258a25d92584-9093817

من أبرز مسببات الصراع الرئيسة في سوريا النهج الذي اتبعه النظام في مصادرة الحرية والرأي وكذلك حالة الإنكار التي اعتمدتها أجهزة البعث في جميع المرافق الحياتية في سوريا، لقد عمل البعث على ترسيخ مفهوم السلطة في كل المجالات ليكون الشعب أمام خيار واحد وهو القبول بحالة الأمر الواقع في ظل الممارسات القمعية والاستبدادية التي كانت بمثابة إجراء قانوني في نظر الدولة والحاشية الحاكمة، السلطة بكل حالاتها في حال إن كانت هي الأساس في النظام الإداري الموجود تجلب مخاطر تؤدي بالضرورة إلى الهلاك فما حدث في المنطقة منذ ظهور الدولة القوموية والعمل على اعتماد النمط السلطوي والدولتي أحدث طبقات وأفرز مشاكل من جملتها الظلم والعبودية والإنكار، وبالتالي كانت السلطة السبب الأهم في المشاكل الموجودة في المنطقة، الأمر الذي وصل إلى مرحلة لم يعد بالإمكان صياغة أي حل يمكن من خلاله إنقاذ الشعوب وإعادة المنطقة إلى توازن تكون فيه بعيدة عن الصراع والخلل والأزمات، إن الثورة التي حدثت في سوريا والتي كانت نقلة مهمة في تاريخ سوريا الحديث عندما نتناول آلية المواجهة مع النظام الاستبدادي، لكن بالرغم من تلك النوعية في الخطوة إلا أن الحراك الذي  بدأ في سوريا لم يستطع التحرر من السلطة التي تسربت إلى داخل الجسم الحراكي، وبالتالي رضخت كل القوى التي كانت تنشد التغيير لإجراءات السلطة و تحولت كل الأهداف التي كانت ترسم في بداية الثورة إلى سراب لم يعد بالإمكان تحقيقها على أرض الواقع بحكم الفرق الشاسع بين الهدف والأداء، في معرض الحديث عن مواقف القوى التي نصَّبت نفسها على أنها ستكون باخرة النجاة للسوريين نحو بر الأمان يمكن تناول التناقضات في تلك المواقف وهذه التناقضات تشير بالمنطق إلى مدى غرق تلك القوى بمفهوم السلطة ورغبتها في هذا السعي، فمثلاً ما يطلقه من يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية على اختلاف مسمياتهم من مشاريع يدعون مطالبتهم بالديمقراطية وفي نفس الوقت يتهمون مكون رئيس مثل الكرد بأنهم غرباء عن المجتمع السوري مع أن الكرد ساهموا في هذه المرحلة المهمة في تنظيف وتحرير ما يفوق الـ٣٠% من مساحة الجغرافية السورية من الإرهاب الذي كان يهدد عموم سوريا والمنطقة والعالم، بينما هم  ساهموا في دعم الإرهاب وبخاصة في ظل الاتهامات والتلفيقات حيال المحاربين للإرهاب هذا من جانب أما من الجانب الآخر في أطروحاتهم للحل في سوريا كل ما يتحدثون عنه يشير إلى أنهم يريدون التغيير الذي يضمن لهم ممارسة السلطة لا التغيير الذي يمكن من خلاله بناء وطن جديد، ديمقراطي، تعددي، حر وهذه بطبيعة الحال خدمة مجانية للنظام المستبد الموجود أصلاً لأنهم يساهمون بتقديم الخدمة المجانية للحفاظ على هيكل ونمط وشكل الحكم المركزي الذي هو من أصل الأمور التي يريد النظام السوري إبقاءَها في سوريا لأنه يراها نهجاً لا يمكن التخلي عنه ولا بد من نشره واعتماده في أي حل من أجل سوريا وتلك الأطراف التي تدعي أنها معارضات تساهم في هذه الخدمة، خدمة الحفاظ على الفكر الأيديولوجي للشكل المركزي، وبالتالي هم يعملون على دوام السلطة وهذا ما يمكن الحديث عنه على أنه خطر كبير وخيانة عظمى حيث أنه خطر لما له من تبعات أهمها لا يتناسب وحاجة السوريين وسيكون له نتائج سلبية على حياة السوريين مستقبلاً وخيانة من جهة، لأن ومن فوق دماء الآلاف من السوريين الذين قضوا في سبيل التغيير يتم المقايضة على نفس الشكل الموجود من الإدارة في سوريا.

أي تناول لمفهوم السلطة في أي حل يخدم الجهات التي تعادي طموح الشعوب في تطلعاتها وبالتالي متى ما تحدثنا عن الظلم والقمع فهناك تكمن السلطة، لا يمكن القضاء على السلطة ومفرزاتها إلا من خلال مشروع ديمقراطي وحر وهنا ما يقدمه شعبنا في روج آفاي كردستان من حلول ديمقراطية منطلقة من نضالنا لتحقيق ثورة حرية المرأة وتكثيف الجهود لترسيخ مشروع الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي الذي يصب أيضاً في خانة نبذ المركز والسلطة وهو إجراء نوعي يساهم في القضاء على السلطة وبناء نظام نوعي يمكن من خلاله تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة بشكل عام.
“روناهي” 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *