الجمعة, مارس 29, 2024
آراء

إيزفيستيا: الجيش التركي لن يذهب نحو الرقة

أشارت صحيفة “إيزفيستيا” إلى أن أنقرة، بعد المعارك العنيفة في ضواحي مدينة الباب، لم تتجاسر على الدخول في مواجهة مفتوحة مع الكرد.

كتبت “إيزفيستيا”:

لن تشارك القوات التركية في عملية تحرير مدينة الرقة من سيطرة “داعش” بصورة مباشرة. هذا ما أعلنه رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم يوم 19 من الشهر الجاري. وبدلا من ذلك، تقترح أنقرة إرسال “جهاديي” المعارضة السورية الموالين لها لمهاجمة عاصمة “داعش”. وهي تحاول حاليا الحصول على موافقة واشنطن. أما الخبراء فيقولون إن إرسال الدبابات التركية إلى الرقة سيتحول إلى حرب مكشوفة مع الكرد.

وقد أوضح يلدريم خلال زيارته إلى ألمانيا أن القوات التركية لن تشارك في الهجوم على مدينة الرقة، لكنها مستعدة لتقديم “مساعدات تكتيكية” لفصائل المعارضة السورية. وبحسب قوله، فإن أنقرة تريد أن يشارك “جيش سوريا الحر” وغيره من فصائل المعارضة الموالية لها في عملية الهجوم على المدينة. وقال: “نحن سنقدم إليها الدعم اللازم، حيث تجري حاليا مناقشة مسألة التعاون مع الولايات المتحدة في عملية تحرير الرقة.

في غضون ذلك، تهاجم “قوات سوريا الديمقراطية” التي يشكل الكرد عمودها الفقري، عاصمة “الخلافة”، حيث تنهي هذه الأيام عملية إكمال طوق الحصار على المدينة، لتبدأ بعد ذلك عملية الهجوم عليها.

من جانبه، يدعم التحالف الدولي الكرد، حيث أعلن نائب قائد عملية “العزم الراسخ” الجنرال البريطاني روبرت جونس، أن “قوات سوريا الديمقراطية” بقدراتها العسكرية تبقى القوة الوحيدة الملائمة لتحرير الرقة.

بيد أن الولايات المتحدة تتصرف بحذر لكيلا تستفز الأتراك. ويحرص البنتاغون على عدم تزويد كرد سوريا بأسلحة ثقيلة. ويخصص أي أسلحة يوردها لفصائل ما يسمى “التحالف العربي السوري”.

ولكن السلطات التركية تبحث عن سبل لتقليل دور الكرد. فبحسب وسائل الإعلام التركية، نوقشت هذه المسألة مع نائب الرئيس الأمريكي مايكل بينس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد خلال الأيام الأخيرة.

من جانبه، وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه بعد تحرير مدينة الباب ستبدأ العمليات القتالية ضد الكرد، الذين تعدُّهم تركيا إرهابيين، ثم تتوجه بعد ذلك نحو الرقة.

غير أن الخبراء يحذرون من أن محاولة أنقرة توسيع نفوذها في شمال سوريا، سوف تؤدي إلى فتح جبهة جديدة في النزاع السوري، نزاع تركي–كردي.

يقول مدير مركز الظرفية الاستراتيجية إيفان كونوفالوف إن إرسال قوات تركية إلى الرقة قد يؤدي إلى حرب مع الكرد، حيث سيكون عليها إما التحرك في ممر ضيق يسيطر عليه الكرد، أو السيطرة على مدينة منبج، التي وعدت القيادة الكردية باستخدام كل ما لديها من قوة لمنع سيطرة الأتراك عليها.

ويضيف كونوفالوف أن “التصريحات التركية بصوت عال عن مشاركة قواتهم في تحرير الرقة هي بشكل عام ليست مدعومة بإمكانيات عسكرية، لأن القدرات القتالية لـ “جيش سوريا الحر” مشكوك فيها. إضافة إلى أن عديد المشاة “الخضر” محدود جدا ولا يزيد عن 7 آلاف شخص، وهم منشغلون في عملية تحرير مدينة الباب. كما يجب أن نشير إلى عدم وجود خبرة لدى القوات التركية في اقتحام المدن الكبيرة. كذلك فإن الوضع معقد بسبب تركة إدارة أوباما والموقف السلبي للرئيس الأمريكي الجديد من صياغة سياسة إقليمية جديدة”.

فـ “إدارة اوباما كانت تراهن على الكرد وكلفتهم بمهمة تحرير الرقة، ما تسبب في تفاقم العلاقات بين واشنطن وأنقرة. لذلك على ترامب الاختيار بين الكرد وعضو الناتو تركيا. وبما أن ترامب لم يعلن عن اختياره فستبقى الأوضاع غامضة”.
“RT”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *