الجمعة, مارس 29, 2024
أخبار

المفاوضات حول سوريا تتواصل في جنيف وتصعيد عسكري على الارض.. طائرات عراقية تقصف مواقع داعش

بدأ اليوم الاول من المفاوضات الفعلية حول سوريا في جنيف الجمعة، في وقت شهد الوضع العسكري على الارض تصعيدا مع مقتل 51 شخصا في تفجير انتحاري في مدينة الباب التي اعلن مقاتلو المعارضة استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية خلال الساعات الماضية.
وارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة شمال شرق مدينة الباب في محافظة حلب في شمال سوريا الى 51 قتيلا، من مقاتلي المعارضة ومدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويأتي ذلك غداة اعلان فصائل مقاتلة مدعومة من تركيا السيطرة على المدينة.
في هذا الوقت، اعلنت بغداد للمرة الاولى استهداف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في تدخل هو الاول من نوعه منذ بدء النزاع.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “انتحاريا فجر سيارة مفخخة استهدفت منطقة المجلس العسكري والمؤسسة الأمنية (المعارضة المسلحة) في منطقة سوسيان الواقعة شمال غرب مدينة الباب” في شمال سوريا.
واشار الى ارتفاع حصيلة القتلى الى 51 بين مقاتلين معارضين ومدنيين، بعد حصيلة سابقة تحدثت عن 42 قتيلا. وقال ان بين القتلى 34 مدنيا، مرجحا ان “ترتفع الحصيلة نظرا لوقوع عشرات الاصابات بعضها بليغة”. وتقع سوسيان على بعد نحو ثمانية كيلومترات من الباب حيث تواصل الفصائل المعارضة مطاردة من تبقى من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية.
في اسطنبول، اعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم مقتل جنديين تركيين واصابة آخرين بجروح الجمعة في اعتداء انتحاري عند مدخل مدينة الباب.
وتشارك قوات تركية في معركة الباب.
في بغداد، اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي ان القوات الجوية العراقية نفذت الجمعة ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، مشيرا الى ان المواقع المستهدفة “مسؤولة عن التفجيرات الارهابية الاخيرة في بغداد”. وقال في بيان “عقدنا العزم على ملاحقة الارهاب الذي يحاول قتل ابنائنا ومواطنينا في اي مكان يتواجد فيه”.
واكد مصدر مقرب من وزارة الخارجية السورية ان القصف العراقي تم بالتنسيق مع دمشق، حسبما نقلت عنه صحيفة “الوطن”.
ويقع الموقعان اللذان استهدفا (الحصبة والبو كمال) على مسافة قريبة جدا من الحدود العراقية.
وتنفذ القوات العراقية حملة عسكرية واسعة من أجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل في شمال العراق، آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في البلاد. وقد احرزت تقدما كبيرا خلال اربعة أشهر من العمليات.
وعلى الرغم من وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في سوريا، في نهاية كانون الاول/ديسمبر برعاية روسيا حليفة دمشق، وتركيا التي تدعم المعارضة، لم يتوقف العنف فعليا في سوريا. ولا يشمل وقف اطلاق النار الجماعات الجهادية وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية.
– اجتماعات –
وفي محاولة جديدة لايجاد حل للنزاع السوري الدامي، بدأت الجمعة في جنيف المحادثات الفعلية برعاية الامم المتحدة عبر لقاءات يجريها الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا مع كل من وفود الحكومة والمعارضة السوريتين بشكل منفصل.
وكانت جولة المفاوضات افتتحت الخميس بكلمة القاها دي ميستورا في حضور الوفود المشاركة، تحدث فيها عن “مسؤولية تاريخية” للافرقاء.
ودعا الحكومة السورية والمعارضة الى “العمل معا” لان “لا حل عسكريا” للنزاع.
وتناولت اللقاءات التي عقدها الجمعة تحديد شكل المفاوضات، وما اذا كانت ستعقد اجتماعات وجها لوجه بشكل مباشر. وفي جولات سابقة العام الماضي، جرت المفاوضات في قاعتين منفصلتين وقام مبعوث الامم المتحدة بدور الوسيط.
واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكل الجزء الاكبر من وفد المعارضة الاساسي قبولها بإجراء مفاوضات مباشرة، لكن الوفد الحكومي لم يبد اي رأي بعد.
والتقى دي ميستورا الجمعة رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري الذي قال للصحافيين قبل مغادرته مقر الامم المتحدة “تطرقنا خلال جلسة المحادثات الى شكل الاجتماعات المقبلة”، مضيفا “في نهاية الاجتماع استلمنا ورقة من السيد دي ميتسورا واتفقنا ان ندرس هذه الورقة على ان نعود اليه في الجلسة القادمة بموقفنا منها”.
ولم يعرف مضمون الورقة.
ويلتقي دي ميستورا وفد المعارضة المفاوض الاساسي عند الثالثة عصرا.
وقال اسعد حنا العضو في وفد المعارضة لفرانس برس انه سيتم خلال الاجتماع “وضع خطوات ترتيبية للاجتماعات المباشرة والمفاوضات مع وفد النظام”.
واضاف “نحن هنا لمناقشة الانتقال السياسي وفقا لقرار الامم المتحدة 2254″، مشيرا الى ان “النظام سبق واعلن انه لن يناقش الانتقال السياسي وهذا انتهاك لقرارات الامم المتحدة”.
وقال “طالبنا بدخول مفاوضات مباشرة مع النظام، لكن الكرة بملعب النظام هل يقبل بالوقوف أمام وفد الثورة والقوى المعارضة، لأن ذلك سوف يحرجه كثيرا”.
ومنذ بدء مسار التفاوض، تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة ان مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. ويطالب النظام بالتركيز على القضاء على الارهاب في سوريا.
وتأتي الجولة الجديدة من المفاوضات وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية ابرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاشهر الأخيرة لا سيما في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة، وروسيا أبرز داعمي النظام، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن.
أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *