الخميس, أبريل 18, 2024

خالد عيسى: حول الحركة الكردية في الوثائق الفرنسية -59-

القسم الثقافي

نعرض لكم في هذه الحلقة ترجمة بعض الفقرات التي تتعلق بالشعب الكردي، الواردة في نشرة المعلومات التابعة للشعبة السياسية الفرنسية رقم224 المحررة في 2/كانون الأول 1926. نرفق الصفحة الثالثة من النشرة المذكورة.
****
الممثلية الفرنسية
لدولة سورية
————–
الشعبة السياسية
————–
المعلومات
دمشق في 2 كانون الأول 1926
سري
وارد إلى قيادة قوات منطقة دمشق
هيئة الأركان
تاريخ: 4/كانون الأول/1926
رقم44017
نشرة المعلومات رقم 224
-:-:-:-:-:-:-:-
القسم الأول
-:-:-:-:-

آ) – أولاً-المعلومات السياسية الخارجية:
تركية:
4- الحركات في تركية:
نشرة المعلومات-سورية رقم 224 تاريخ 2/كانون الأول/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات-حلب)
(من مراسلنا الخاص)
” بدون الدخول في تفاصيل الانتفاضة الكردية الحديثة، يمكن التأكيد بأن الأكراد يحتلون حالياً كل القسم الشمالي – الشرقي من المنطقة الشرقية-الجنوبية من تركية. يفضل الأكراد حرب العصابات، ويتجنبون الاشتباكات في السهول المنبسطة. المفارز التركية الكلفة بملاحقة العصابات الكردية، لم تحقق حتى الآن أي نجاح يستحق الذكر.

“انعقد مؤخراً اجتماع في مكان بالقرب من الحدود السورية، و شارك في هذا الاجتماع كل زعماء العشائر الكردية اللاجئين إلى سورية أو إلى العراق.
كان يتعلق الأمر بمسألتين مهمتين:

أ)- مصالحة جميع العشائر الكردية التي، لأسباب مختلفة، لم تكن تتفق فيما بينها.
ب)- اتخاذ إجراءات مستعجلة لمساعدة المقاتلين.

تم حل المسألة الأولى: تصالح جميع زعماء العشائر، و أقسموا اليمين على التآخي و على التعاون مع الحركة الثورية الكردية(1).

” بعد الاجتماع، غادر العديد منهم بمهمات في اتجاهات مختلفة، بغية تنظيم المساعدات لإرسالها إلى المقاتلين.
” ذهب اثنان من هؤلاء الممثلين إلى بيروت عبر حلب، بغية الذهاب إلى الخارج.

“صرح زعيم كردي بالبيانات التالية:
“نحن واثقون من النصر النهائي، ليست تركية هي التي تخيفنا. وإنما نحن قلقون أكثر بسبب الفرنسيين والانكليز اللذين يغيرون سياستهم تجاهنا أربعة أو خمسة مرات في الشهر”(2)

قبل أسبوع، في دياربكر، تم توقيف ثلاثة أكراد حاملين أسلحة و قنابل.
تم فوراً شنق هؤلاء الأكراد الثلاثة، و كانوا مكلفين بإضرام النار في السراي في دياربكر.

5- حركات كليس:
نشرة المعلومات-سورية رقم 224 تاريخ 2/كانون الأول/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات-إعزاز)
أ)- حاجي شريف زاده محمد أفندي، يدعي اسلان بك، رئيس البلدية السابق، يقال بأنه تم انتخابه رئيساً للحزب المتطرف في كيليس. يضم هذا الحزب بين أعضائه” قدري أفندي، محامي، و كانجاك رشيد أفندي، و ديليواز أفندي، وحاج طاهر زاده مسلم.
يقال بأنه دخل الصراع مع الرئيس الحالي لبلدية كيليس، مختار أفندي، وحسب المسافرين، هذا الأخير سيضطر قريباً إلى الاستقالة. (مؤكد)

ب)- نشأت أفندي من كيليس، مالك القسم الأكبر من أراضي قرية شيميرين(12 كم. في شمال- شرقي إعزاز)، يقال بأنه قد بدأ بمباشرة إجراءات كي تُعطى هذه القرية لتركية، وذلك مقابل قرية تيبلي التي من المنتظر التنازل عنها. و يقال بأن هذه الإجراءات قد توقفت بأمر من السلطات المدفوعة من قبل الوجهاء اللذين يقال بأنهم قالوا: “لنأخذ أولاً قرية تيبيل، وسيكون سهلاً علينا المطالبة فيما بعد بقرية جيميرين”. (المصدر: أحد وجهاء كيليس).

19- المفوض السامي البريطاني في العراق:
نشرة المعلومات-سورية رقم 224 تاريخ 2/كانون الأول/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات-حلب 26 تشرين الثاني 1926)
الجنرال الدانمركي أرنست، رئيس لجنة تحديد الحدود السورية-التركية، و المفوض السامي البريطاني في العراق، وصلا حلب في 26 تشرين الثاني بقطار أضنه المنتظم. تم إرسال ضابط لاستقبالهم في محطة الحدود في ميدان- اكبس، كي يحييهما باسم الجنرال ممثل المفوض السامي لولاية حلب. عند وصولهما إلى محطة حلب، تم تقديم التحية لهاتين الشخصيتين من قبل الجنرال ممثل المفوض السامي، ومن قبل نائب المفوض.
وكان أعضاء لجنة التحديد( الوفد التركي و الوفد الفرنسي) حاضرين أيضاً.
ملاحظات المترجم:
1)- في الحقيقة الاتفاق بين زعماء العشائر الكردية لم تكن ظاهرة سائدة. فكانت الخلافات العشائرية الكردية تضعف كثيراً حركة التحرر الكردية، وتسلبها أحد أهم أسباب نجاحها. فكانت الاستراتيجيات العشائرية من الأسباب التي كانت تقف عائقاً أما توسع الانتفاضة جغرافياً، و كانت الخلافات العشائرية تدفع بالبعض من زعماء العشائر إلى اتخاذ موقف معاد لهذه الحركة لقاء الحصول على بعض الامتيازات الوقتية البخسة. و سبق و أن رأينا كيف أن احدى نشرات الشعبة السياسية الفرنسية تقول بأن بصراوي بك قد خان القضية بالإبلاغ عن المقاومين اللذين كانوا يحضّرون لتفجير جسر جرابلس في تشرين الأول 1926.
2) – يبدو جلياً بأنه لولا التواطؤ الإقليمي و الدولي، كانت السلطات التي تستعمر كردستان غير قادرة لوحدها على الاستمرار في سلب حق الشعب الكردي في تقري مصيره. إذ كانت السلطات الانكليزية و الفرنسية تتخذ مواقفها تجاه الحركة التحررية الكردية تبعاً لما كانت تمليها مصالحا في المنطقة. و لازالت القوى الإقليمية و الدولية تتبع نفس السياسات تجاه قضية الشعب الكردي العادلة.

****
يتبع
المادة منشورة بتاريخ 12/12/2008

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *