السبت, أبريل 20, 2024

بيار روباري: الأمريكان والبرزاني شركاء في مقتل المقاتلين الكرد

آراء

غارات الطيران الحربي التركي، بالأمس على مواقع حزب العمال الكردستاني في جبل شنكال، وقوات الحماية الشعبية بمنطقة الحسكة، كان أمراً مفاجئاً لأطراف عديدة، وعلى رأسهم الطرف الكردي السوري، والتركي على حدٍ سواء، وهذا بدا واضحآ من عدد ضحايا، تلك الغارات الإجرامية، وردود الفعل الكردية المتشنجة.
حزب الإتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري (ي ب ك)، لم يكونا يتوقعا وقوع مثل هذه الغارات على مواقع قواتهم البعيدة عن الحدود مع تركيا، بسبب سيطرة أمريكا وروسيا على الأجواء السورية بشكل مطلق.

لا يمكن لمثل هذا الهجوم الواسع أن يحدث، دون علم وتنسيق مسبق مع التحالف الدولي الذي ترأسه أمريكا، وموافقة روسيا التي تتحكم بالأجواء السورية من خلال منظوماتها الصاروخية (س 400)، وطائراتها المقاتلة الحديثة. والحصول على موافقة هاتين الدولتين، ليس بالأمر الهين، ولا يتم بين القادة العسكريين على الأرض، وإنما يحتاج إلى موافقة القيادة السياسية في البلدين. والصمت الأمريكي- الروسي عن تلك الغارات العدوانية تؤكد صحة ما أقوله. وزد على ذلك، التصريح التركي الرسمي، الذي جاء على لسان وزير الخارجية التركي جاويش اوغلوا حيث قال:
” بأنهم أبلغوا كل من روسيا وأمريكا والبرزاني، عن نيتهم بشن تلك الغارات قبل حدوثها، وتلك الجهات أبدت موافقتها”.

إن سماح الأمريكان بتنفيذ تلك الغارات على مواقع للقوات الكردية المتحالفة معها، تعتبر عملية غدر وطعن في الظهر. وتجعل منها شريك أصيلآ في قتل المقاتلين الكرد جنبآ إلى جنب مع الأتراك. وهذا يؤكد إستحالة الوثوق بأمريكا، وخاصة للكرد سجلٌ مرير مع الأمريكان عبر التاريخ. ولا أستبعد قيام الولايات المتحدة بتزويد الأتراك بمعلومات إستخباراتية عن تلك المواقع. فالأمريكان يتجسسون على الجميع، بما فيهم حلفاءها كبريطانيا وفرنسا.
وهذا التصرف الأمريكي يؤكد، بأن الولايات المتحدة لن تفرط بعلاقتها مع تركيا من أجل عيون الكرد. وإن إختيارها للكرد كشريك لمحاربة داعش، لا يعني التخلي عن حليفتها في الناتو. إن عدم إشراك الأترك في معركة تحرير الرقة، يعود لعدة اسباب: منها عدم رغبة تركيا في ذلك في البداية، وثانيآ عدم وثوق الأمريكان بتركيا بسبب علاقاتها المشبوه بالتنظيمات المتطرفة كداعش وجبهة النصرة. وثالث، رفض روسيا والنظام السوري لذلك. ورابعآ، وجود أطماع تركية في ضم أجزاء من الأراضي السورية إلى تركيا.
ومن هنا على الكرد عدم الوثوق بأي طرف دولي أو إقليمي، فالدول لا تعرف سوى المصالح، ومصالح هذه الدول مع أعداء الكرد أقوى مما نتصور، وخاصة مع تركيا وإيران.

برأي علينا أن لا نحمل البرزاني أكثر مما يجب، فهو مجرد أداة صغيرة بيد تركيا، تستخدمه حسب حاجتها، وعندما تقرر تركيا أمرآ ما، لا تحسب لهذا الصغير حسابآ. والبرزاني لا يستطيع إدانة التصرف التركي، لا اليوم ولا الغد، لأن قراره ليس بيده، ثم إن مصالحه المالية والإقتصادية كلها مع الأتراك، الذين يتحكمون في كل شاردة وواردة في مشيخته. ولهذا أنا ضد تحميله المسؤولية، وتبرئة الأمريكان والروس الشركاء الحقيقين للأتراك في الجريمة.
ومن الناحية العسكرية، لا تأثيرة لهذه الغارة الإجرامية على قدرات ومعنويات القوات الكردية، والهدف منها هو مجرد تحويل أنظار الأتراك، عما يقوم به الطاغية اردوغان، من ممارسات قمعية، بحق معارضيه من الكرد والأتراك. وختامآ، على القيادة الكردية في شمال كردستان إنتهاج سياسة إخرى مع تركيا، غير المتبعة لحد الأن. وبالتأكيد ما قامت به تركيا عمل إجرامي ومدان، ومنافي لجميع القوانين الدولية.

26 – 04 – 2017

شارك هذا الموضوع على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *